أنطوان القزي

هل تعلمون ان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهمل عدّة مرّات تقارير تأتيه عن عدد النازحين السوريين في لبنان بإيعاز من دول الإتحاد الأوروبي!.
وهل تعلمون أن فرنسا ماكرون الغارقة حتى أذنيها في حلحلة عقدة انتخاب رئيس جمهورية في لبنان، نراها تعمل بطرق ملتوية على إبقاء النازحين السوريين في لبنان، أي أنها تهدد بقاء الجمهورية.
هل تعلمون أن الأمين العام للأمم المتحدة أحمد أيو الغيط يعتقد ان النازحين في لبنان لا يتجاوزون المئتي ألف وأن ثلثهم عاد الى سوريا.
هل تعلمون أن قضية النازحين الوطنية بامتياز والوجودية بالنسبة للجمهورية يحوّلها بعض السياسيين والإعلاميين الى مادّة تكسّب وتعويم ذاتي على حساب الكرامة الوطنية.
هل تعلمون أن التظاهرة التي كان يزمع النازحون السوريون على إقامتها الأسبوع الماضي كانت مدعومة من جهات طائفية لبنانية التقت مصلحتها مع بعض المسامير السورية الباقية في لبنان.
وبالتزامن بدأت البلديات في الجنوب باتخاذ إجراءات مشدّدة للغاية بالنسبة للنازحين، بدأتها منذ أيام بلدية بنت جبيل قبل أن يلتحق بها عدد من البلديات الكبرى في الجنوب كافة مثل النبطية وشبعا وكفرمان وسواها. وبالتزامن مع تدابير مماثلة اتخذتها بلديات في عكار وعرسال والبقاع ، ولا يزال هناك من «يحركش» في وكر الدبابير الطائفي و المذهبي كالشيخ الذي توجّه الى الشيح سامي الجميّل قائلاً :» لو كان النازحون السوريون مسيحيين لكنت طلبتَ لهم الجنسية اللبنانية». وكأن كل مخاوف البلديات غير المسيحية التي سبق ذكرها هي مجرّد مزاعم». وكأن تنظيم الوجود السوري في لبنان بات شأناً عنصرياً.
كبث يصبح الداعون الى إعادة النازحين الى بلادهم عنصريين وقد ثبت أن نحو 50 ألف نازح ذهبوا الى سوريا وعادوا دون أن يعترضهم عسكر النظام هناك، فممّن يخافون إذن؟!.
وكيف يكون عنصريأ من يدافع عن اليد العاملة في بلده وعن تأمين المدرسة لأولاده أسوة بالنازحين؟!. ومن يطالب بعودة النازحين عودة آمنة؟!.
وبدل أن يشكروا من يعمل على إعداد «داتا» للسوريين مع أماكن تواجدهم يرون انه عنصري. فهل يقرأ هؤلاء الشريط الأمني اليومي في لبنان، وهل شاهدوا أبنية من الباطون المسلّح كيف بدأت ترتفع داخل مخيمات النازحين.
أيها اللبنانيون، انتبهوا بدأنا نشمّ رائحة كريهة.. والزمن خير معلّم؟!.
يبدو ان الذين تعوّدوا في الماضي على تكرار معزوفة الأمبريالية لم يتعلّموا مما أوصلتهم إليه هذه المعزوفة من هزائم تجرّ الهزائم ، وها هم اليوم يركبون موجة معزوفة العنصرية لشرذمة ما تبقى من المزرعة اللبنانية؟!.