عادة ما يكون الوضع هادئاً في شارع مرغريت في ضاحية بيلفيلد جنوب غرب سدني، وباتت كنيسة سان مايكل الموجودة في هذا الشارع مكاناً معروفاً من الكثيرين من أبناء الجاليات الإثنية للصلاة والتأمل خاصة عند المساء وحتى منتصف الليل.
لكن الوضع مساء الثلاثاء لم يكن كذلك ، إذ كان مقرراً ان يلقي عضو المجلس التشريعي عن حزب أمة واحدة مارك لاثام خطاباً انتخابياً داخل الكنيسة عن العائلة والوالدين والحرية الدينية في المدارس الحكومية والخاصة.
لكن جماعة العمل المجتمعي من أجل حقوق قوس قزح – هكذا يسمّون أنفسهم – قاموا بعملية احتجاجية محاولين منع لاثام من الوصول الى الكنيسة مما اضطره الى الدخول من باب جانبي ليتحوّل الحدث من الداخل وما سيقوله لاثام الى أعمال العنف التي حصلت في الخارج، إذ علم ابناء المنطقة بحركة جماعة قوس قزح فتداعوا وتكاثروا وقاموا بمحاولة إبعاد المحتجين عن الكنيسة.
ويظهر مقطع فيديو محتجين من مجتمع الميم يطلبون المساعدة وراحوا يناشدون الشرطة لمرافقتهم إلى بر الأمان حيث أحاط بهم مئات الأشخاص خارج الكنيسة.
وكان تم الترويج للحدث من قبل الكنيسة كمنتدى مجتمعي حول الحرية الدينية وحقوق الوالدين مع لاثام كمتحدث رئيسي. قال المتظاهرون إنهم يعارضون سياسات زعيم الأمة الواحدة تجاه مجتمع المتحولين جنسيا.
لن ندخل في وصف التشابك وأعمال اللكم والرفس والتدافع وإلقاء الزجاجات الفارغة الحارقة لأنها من مهمة الشرطة.
واللافت أنه لم يحدث على مرّ السنين أن شاركت جماعة «القزحيين» بالاحتجاجات من أجل الحقوق؟!.
ثانيأ، لوحظ أن الصحف الأسترالية أطلقت تسمية “:الحقوقيون” على الذين جاؤوا لمنع لاثام من إلقاء كلمته.. بينما أطلقت إسم “الغوغاء” على الذين حاولوا إبعادهم عن الكنيسة؟!.
ولا لزوم هنا للتعليق لأن المقاييس انقلبت والصحف تروّج لها وتزكّي الصراعات «الأخلاقية» في المجتمع..
فنحن لسنا أمام صراع عرقي أو ديني كما حصل في كرونيللا سنة 2005، بل أمام ما هو أخطر وأدهى وهو أن «الحقوقيون» يحاولون إالغاء الرأي الآخر زأن «الغوغاء» يدافعون عن حرية الرأي؟!.؟!.
لاثام ندّد بالمجموعة الاحتجاجية لإغلاقها الطريق وقال إننا في ديمقراطية يجب السماح لنا بالتحدث «في قاعة الكنيسة “.
وقال: «أعتقد أن إغلاق الطرق ومنع الوصول إلى الكنيسة أمر خاطئ بالتأكيد في هذا المكان». «الناس مثلي ، أنا سياسي يترشح لمنصب منتخب ، يجب أن يُسمح له بإلقاء خطابه دون هذا النوع من العمل”.
المهم ، فإن مواجهة مساء الثلاثاء في بلفيلد العنيفة والخطيرة تتعدى بذيولها ما حصل في كرونيللا لأن الصراع هنا دخل الى بيوت الناس والتأثير على قناعاتهم وميولهم الجنسية وغسل أدمغتم وهذا أخطر بكثير من الصراع بين الأبيض والأسود والمسلم والمسيحي.
والذين كانوا يشكطون أنهم مظلومون ، باتوا يقومون بغزوات خارج مناطقهم كي يكمّوا أفواه الذين يعارضونهم؟!.
وعلى السلطات الأسترالية أن تحزم أمرها بين «الغوغاء» و»الحقوقيون».. قبل أن يفوت الأوان!.