أنطوان القزي
ليست الصحافة “حكي سياسة” وحسب ولا نقلاً اوتوماتيكياً للأخبار، بل هي في الإغتراب وفي أستراليا بالتحديد مرآة ليوميات هذا الإغتراب، لأن الصحافة الإغترابية هي رسالة أوّلاً في ظلّ غياب شبه كامل لرعاية وطنية للمنتشرين اللبنانيين والعرب.
من هنا نجد أنفسنا نفرح لكل إنجاز في جاليتنا سياسياً كان ام ثقافياً أم اجنماعياً أو عملياص.
يكفي أن نقول أن الجالية لا تزال تعلي مداميك المعرفة عبر مدرستين جديدتين هذا العام، وأنها أصدرت نحو عشرين كتاباً باللغة العربية ما عدا الانكليزية.
ويكفي الجالية أنها أقامت عشرة مهرجانات ومعارض ثقافية بين اللبنانيين والعراقيين والفلسطينيين والسودانيين وأعمال فردية لافتة لفنانين مغربيين وتونسيين وسوريين وأردنيين في أستراليا.
ويكفي الجالية أنها أعطت رئيس البلدية الأربعين الشهر الماضي حين انتخب إبن الشويفات هادي فيصل صعب رئيساً لبلدية كنغستون شرق ملبورن.
وخارج نطاق الشركات العملاقة في عالم البناء، لا زال اللبنانيون يسيطرون على النجاحات الفردية في حقل البناء.
في الأسبوعين الأخيرين توحدنا في الفرح والحزن: توحّدنا في الحزن بوفاة الدكتورة زينة مرعي التي خسرت فيها الجالية وجهاً نسائياً مشرقاً.
وتوحدنا بالفرح مع فوز رجل الأعمال الفلسطيني الأصل تشارلز شاهين بجائزة الأعمال الأثنية من الفئة الأولى. وبحصول المدير العام للبنك العربي أستراليا جو رزق على الدكتوراه الفخرية من جامعة غرب سدني.
كما وحّدنا الفرح منذ أيام بإحياء أمسيتين عن الفيلسوف اللبناني شارل مالك.
رياضياً ، لا ننسى ما حقّقه فريق الأرز للرغبي ليغ من تقدّم في بطولة العالم هذا العام.
الصحافة الإغترابية إذن ليست «حكي سياسة» وحسب، إنها نبض النجاحات وسجلّ اليوميات بحلوها ومرّها، لأنها مرآة الجالية الحقيقية.