عاد الاحتقان المذهبي بأسوأ صوره ليحتل الساحات، وعاد الخطاب العنصري يسود الصالونات السياسية… بعدما تمذهبت أيضاً قضية النفايات.

وعاد الحديث عن «التسونامي» وعاد الدَوس المتبادل على الأعلام. وعاد قاموس الالفاظ النابية الى عصره الذهبي..

وعاد الاستنفار الطائفي ليقلب الطاولة على جماعة الحوار ويسخر منهم.

قبس الضوء جاء هذه المرّة من المنطقة التي جعلوها بعبع الأمن  وشرارة الحرب.. الضوء جاء مع

16 شابا وصبية، اجتمعوا معاً بعيداً عن خنادق جبل محسن وباب التبانة والقبة، والتقوا في خندق واحد، على خشبة المسرح.

فبعد مدة وجيزة، من سكوت البنادق في طرابلس، جمعت جمعية مارش، شبابا وصبايا من الفريقين المتنازعين، لتحضير وانجاز مسرحية فكاهية، بدأ عرضها في مسرح المدينة في الحمراء، تحت عنوان حب وحرب ع السطح – حكاية طرابلسية، مستوحاة من حياتهم، وهم الذين شاركوا في أعمال القتال والعنف، لانجاز عرض فنّي، يبرز الصداقة الجديدة بينهم، التي نهضت من تحت، رماد سنوات من الخوف والحقد.

صداقات بين المشاركين، نتيجة تشابه قصصهم، وتطور حماسهم والتزامهم تجاه المشروع، حتى أصبح الفريق، بمثابة عائلة ثانية، لهؤلاء الشباب والصبايا.

«التبانة والجبل» عنوان أبيض في زمن عودة العناوين السوداء .. بعدما اوهموا الناس أن العكس هو الصحيح.

المقاتلون يعتلون مسارح الفن التي تجمع .. والسياسيون يعتلون منابر الشتائم التي تفرّق.

زمن مقلوب بكل المقاييس؟؟!

أنطوان القزي