برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمونسنيور فكتور كيروز استهل «البيت الزغرتاوي» نشاطاته في «أسبوع المغترب» بندوة حول كتاب الخوري يوحنا مخلوف «بطاركة آل الرزي الإهدنيون» الثامن من سلسلة «منائر إهدنية» وذلك في باحة كنيسة مورت مورا في إهدن. وحضر رئيس بلدية زغرتا – إهدن شهوان الغزال معوض، ماري إسطفان الدويهي، المهندس زياد المكاري، ممثل التيار الوطني الحر بول المكاري، رئيس البيت الزغرتاوي أنطونيو يمين وعدد من الأعضاء، وعدد من الراهبات والشخصيات وممثلين عن الهيئات التربوية والثقافية والاجتماعية وحشد من المهتمين.
بداية النشيد الوطني اللبناني فكلمة مدير الندوة الإعلامي روبير فرنجية الذي بعد أن رحّب بالحضور لفت إلى: «أن الأب يوحنا مخلوف أضاء بشكل متأنٍّ على البطاركة ميخائيل وسركيس ويوسف الرزي على مدى 41 سنة من 1567 الى 1608 حيث واجهوا وعانوا وتطوروا وأـسسوا وعصرنوا. 41 سنة من الحياة النسكية ومراحل من المعاناة المزدوجة من اضطهاد الأتراك وحرقهم قنوبين يوم أصبح المطران مخائيل الرزي بطريركًا، إضافة إلى الاضطهاد كان التحدي الحد من البدع اليعقوبية الذي ترجم بمواجهة مع روما لتأكيد هويتهم الكاثوليكية في كل مرة كانت تلصق التهم لهم باليعقوبية».
الأباتي أنطوان ضوّ
ثم كانت مداخلة الأباتي أنطوان ضوّ لفت فيها إلى أن بطاركة آل الرزي: «تركوا نهجًا جديدًا في كنيستنا المارونية تمثل من خلال رعايتهم لمصالحها بحكمة وجرأة واتزان وسداد رأي وذلك تبعا للحياة النسكية التي عاشوها فتفاعلت مع الكنيسة بانطلاقة عصر الحداثة فيها وتثبيت هويتها المشرقية الانطاكية والكاثوليكية النهائية».
وأضاف: «فولاية آل الرزي التي امتدت على مدى 41 سنة كانت محطة محورية في تاريخ كنيستنا المارونية أسست لانفتاحها على الفكر اللاهوتي الغربي لا سيما من خلال تأسيس المدرسة المارونية في روما».
وختم الأباتي ضو معتبرًا: «أن بطاركة آل الرزي الثلاثة احدثوا تغييرًا جذريًا في حياة الكنيسة المارونية وكانوا وراء خروج الموارنة من العزلة وانفتاحهم على الغرب وتفكيك عزلتهم التي كانوا يعيشون فيها قبل تبوئهم».
الأب الياس حنا
ثم كانت مداخلة الأب الياس حنا الذي أكد على أن: «بطاركة آل الرزي النسّاك الحبساء كانوا شهودًا على انتقال الموارنة وجبل لبنان من التقليد إلى التجديد. وأعني بالتقليد حال العزلة التي عاشها الموارنة قبل اعتلاء آل الرزي السدّة البطريركية. وقد كانت هذه العزلة جيوبوليتيكية وثقافية واجتماعية». وتابع: «في التجديد كان عهد البطاركة الرزيين عهد خروج الموارنة من العزلة، والانفتاح على عالم جديد، طالما حلموا بالاتصال به إلا وهو الغرب. تخلّلت عملية الاتصال هذه جملة من الإخفاقات والنجاحات.
الإخفاقات: الحريق الأكبر حين قام الزائر الرسولي الأب جان باتيست اليانو اليسوعي واليهودي الأصل بزيارة كنائس الموارنة ورعاياهم مفتشًا في كتبهم الطقسية عن مواطن الانحراف بحجة إصلاح ما انحرف من إيمانهم ومعتقداتهم. وبدل التصحيح أحرق الكتب الطقسية النادرة والمخطوطات متهمًا الموارنة بالانفصال عن رومة.
ورومنة الموارنة: حيث عقد الزائران الرسوليان اليانو ودنديني 3 مجامع (مشكك بانعقادها) أنزلت أشد التهم بالموارنة هرطقة وانفصالاً عن الكرسي الرسولي».
وتابع: «أما النجاحات فلا بد من ذكر نجاحين كبيرين: المدرسة المارونية: التي هدفت إلى تنشئة الشبان الموارنة وتعليمهم وتثقيفهم ليعودوا إلى كنيستهم. ولبنان الحديث: فقد كان لانفتاح الموارنة على الغرب وحضارته فضل كبير في ولادة لبنان الحديث».
أنطونيو يمّين
بعدها كانت كلمة رئيس البيت الزغرتاوي أنطونيو يميّن تحدّث فيها عن أهداف البيت قائلاً: «إن أهداف البيت الزغرتاوي تتمحور حول إحياء التراث الزغرتاوي والعودة إلى الجذور والأصالة والمحافظة على التقاليد والعادات. إضافة إلى تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ وحضارة وتراث المنطقة الشعبي. والتواصل مع المغتربين الزغرتاويين. كما يهدف إلى إحياء الحياة الثقافية والنشاطات الاجتماعية، البيئية والسياحية والرياضية. إضافة إلى تنمية الهوايات والمواهب والتعاون مع التجمعات الثقافية والتربوية وسواها من أجل تحسين جميع الأوضاع الثقافية وتحقيق الأهداف».
الخوري يوحنا مخلوف
الخوري مخلوف كانت له كلمة في الختام شكر فيها البطريرك الراعي على رعايته لأسبوع المغترب كما شكر الأباتي أنطوان ضو والاب الياس حنا على مداخلاتهما كما شكر الحضور على مشاركتهم وأعلن عن: «الكتاب التاسع الذي سيكون تحت عنوان «إهدن الأساقفة» والذي سنتحدث فيه عن حوالى 50 مطرانًا أو أكثر أعطتهم إهدن لأبرشية إهدن وللنيابة البطريركية في قنوبين ولخدمة الكنيسة المارونية ببلاد المشرق من حلب إلى قبرص إلى القدس، فهذا هو الغنى التاريخي الزاخر حملته رعيتنا وعلينا الإضاءة عليه كي نتخذ منهم العبر والأمثولات فثلاثة نساك سركيس ومخاييل ويوسف الرزي اختارهم الروح القدس لقيادة الكنيسة المارونية بأدق مراحلها نرى من خلالهم عمل الله الذي يختار ضعفاء العالم كي يظهر قوته من خلالهم حيث عاشوا حياة الفقر والزهد والصلاة والتقشف في محبسة آل الرزي ومن ثم رفعهم إلى مقام البطريركية لإدارة شعبهم». وختم: «لا خوف علينا لأن الرب هو الذي يقود كنيستنا». وقد وقّع الخوري مخلوف على الكتاب قبل بدء الندوة وفي ختامها.