أنطوان القزي

“كاريش”، هذا الخط البجري المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل تجاوزت شهرته الإعلامية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وبات هو قبلة الإهتمام اللبناني والإقليمي.
“كاريش” اشتهر فجأةً مثل الكيلومتر 101 حيث كانت تجري المفاوضات المصرية الإسرائيلية بوساطة أميركية غداة حرب تشرين أكتوبر سنة 1973.
حقل “باريش” يسحب بساطاً جديداً من تحت أقدام الدولة اللبنانية التي أصبحت «عالأرض يا حكَم» من زمان، وها هي مسيّرات «حزب الله» الثلاث باتجاه حقل كاريش تضعنا أمام 6 تموز جديد ولكن هذه المرّة بعلم الدولة اللبنانية العاجزة وصمت رئيس الجمهورية عن توجيه أي ملاحظة للحزب..
وتعرّض الرئيس ميقاتي لهزّ العصا من الحزب الذي هدّده بسحب الغطاء عنه لأنه تجاوز حدوده في انتقاد الحزب دون أن يسمّيه، مما اضطر السرايا الى إيكال هذا الأمر لوزير الخارجية عبدالله بو حبيب كونه وزيراً للخارجية : واللافت أن بو حبيب بدوره لم يجرؤ على تسمية الحزب مستبدلاُ إياه بعبارةة «بعض الجهات».
تصوّروا ، رئيس حكومة ووزير خارجية لا يجرؤان على تسمية ما يصادر قرار الدولة وينتقص من هيبتها.
ولم تقف القصة هنا، لأن هناك ما هو أدهى ، فرئيس التيار الوطني جبران باسيل انزعج من ميقاتي وبو حبيب لأنهما اعترضا على إطلاق المسيّرات، وحفاظاً على حظوظه الرئاسية واسترضاء ل”حزب الله» فلا مكان للسيادة والقرار الحر من اليوم وحتى موعد الإنتخابات الرئاسية؟!.
هذا الإنزعاج منح إسرائيل ورقة رابحة وهي بدأت تقول ان سبب فشل مفاوضات ترسيم الحدود سببه الخلافات الداخلية اللبنانية وكذلك هو موقف الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين. بمعنى آخر «كنا أصحاب حق صار الحق علينا «؟!.
جمهورية «كاريش» وصلت أصداؤها الى باريس في محادثات يائير لبيد ومانويل ماكرون والى واشنطن مع نداءات هوكشتاين والى طهران غير المزعوجة من إطلاق المسيّرات الثلاث التي تعززز أوراقها التفاوضية في الملف النووي.
واللبنانيون لا يهمهم ديو ميقاتي – بوحبيب وباسيل- «حزب الله» لأن مشاغلهم الحياتية تصرفهم عن ذلك وهم يرون في انقطاع الكهرباء إيجابية واحدة وهي أنهم مرتاحون من اللغو والرغو على التلفزيونات اللبنانية.
حقل كاريش «فانتازيا « سياسية جديدة في لبنان.. ومرحبا غاز وبترول؟!.