رئيس الوزراء المنتخب أنتوني ألبانيزي سياسي تشكلت بدايته المتواضعة في الحياة باعتباره الطفل الوحيد لأم عزباء ربته على معاش تقاعدي في ضواحي سيدني الداخلية.
أنتوني ألبانيزي رمز لأستراليا المتعددة الثقافات، سياسي يصف نفسه بأنه الوحيد الذي يحمل «اسماً غير أنكلو سلتيك» يترشح لمنصب رئيس الوزراء منذ إنشاء هذا المنصب قبل 121 عاماً.
ينطق أصدقاؤه اسمه «ألبانيز» مثل بولونيز.
ولكن بعد أن تم تصحيحه مراراً وتكراراً على مر السنين من قبل الإيطاليين، أصبح أنتوني يعرّف عن نفسه باسم «ألبانيزي».
تربية ألبانيز غير المستقرة مالياً في منزل حكومي في إحدى ضواحي كامبرداون شكلت فعلياً السياسي الذي قاد حزب العمال الأسترالي إلى الحكم لأول مرة منذ عام 2007.
ولا يزال معروفاً على نطاق واسع بلقب طفولته، ألبو، كما لا تزال معتقداته الثلاثة الأساسية في الحياة هي الكنيسة الكاثوليكية وحزب العمال وفريق رابيتوز للرغبي ومقره جنوب سيدني.
قال ألبانيزي في خطاب النصر بعد فوزه في الانتخابات: «كوني ابن أم عزباء عاشت على معاش تقاعدي للمعاقين في مساكن حكومية في كامبرداون، وها أنا أقف أمامكم الليلة كرئيس وزراء أستراليا. هذا يقول الكثير عن بلدنا العظيم».
أضاف: «يريد كل والد للجيل القادم أكثر مما كان لديه. كانت والدتي تحلم بحياة أفضل لي. وآمل أن تلهم رحلتي في الحياة الأستراليين للوصول إلى النجوم».
سر عائلي
خلال الحملة الانتخابية التي استمرت ستة أسابيع، أشار ألبانيزي مراراً إلى دروس الحياة التي تعلمها من طفولته المحرومة.
عندما كان طفلاً صغيراً، ومن أجل تجنيب ألبانيزي فضيحة كونه «ابناً غير شرعي» في عائلة كاثوليكية من الطبقة العاملة في أستراليا المحافظة اجتماعياً في الستينيات، قيل له إن والده الإيطالي، كارلو ألبانيزي، قد توفي في حادث سيارة بعد فترة وجيزة من زواجه من أم ألبانيزي الأيرلندية الأسترالية، ماريان إليري، في أوروبا.
والدته التي اعتمدت لفترة طويلة على معاش تقاعدي للمعاقين بسبب إصابتها بالتهاب المفاصل الروماتويدي المزمن، أخبرته بالحقيقة عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً: أن والده لم يمت وأنهما لم يتزوجا مطلقاً.
كان كارلو ألبانيزي مضيفاً على سفينة سياحية عندما التقى بوالدة أنتوني في عام 1962 خلال الرحلة الوحيدة إلى الخارج في حياتها.
عادت ماريان إلى سيدني من رحلتها التي استمرت سبعة أشهر عبر آسيا إلى بريطانيا وأوروبا القارية، وهي حامل في الشهر الرابع تقريباً، وفقاً للسيرة الذاتية التي نشرها زعيم حزب العمال عام 2016 تحت عنوان «ألبانيزي: القصة كما هي».
كانت تعيش مع والديها في منزلهما المملوك للحكومة المحلية في ضاحية كامبرداون الداخلية عندما ولد طفلها الوحيد في 2 آذار/مارس 1963.
من منطلق الولاء لوالدته وخوفه من إيذاء مشاعرها، انتظر ألبانيزي حتى وفاتها في عام 2002 قبل البحث عن والده.
التقى الأب والابن في أجواء من السعادة عام 2009 في مسقط رأس الأب بارليتا في جنوب إيطاليا.
كان الابن حينها في إيطاليا لحضور اجتماعات عمل كوزير أسترالي للنقل والبنية التحتية.
كان أنتوني ألبانيز وزيراً طوال السنوات الست الأخيرة من حكم حزب العمال ووصل إلى أعلى منصب له كنائب رئيس الوزراء في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عمر الحكومة، والتي انتهت بانتخابات 2013.
جاء صعوده إلى هذا المنصب على خلفية دعمه لكيفن راد أثناء التغيير في قيادة الحزب، والذي شهد عودة رئيس الوزراء السابق كزعيم، بعد الإطاحة برئيسة الوزراء آنذاك جوليا غيلارد.
كان ألبانيزي قد دعم راد في عملية مماثلة في العام السابق باءت بالفشل، وغالبته دموعه عندما أعلن عن نيته دعم إقالة غيلارد.
وقال إنه اتخذ هذه الخطوة كمحاولة لإنهاء الاقتتال الداخلي الذي ابتلي به الحزب منذ الإطاحة برئيس الوزراء راد في عام 2010.
وفي إشارة إلى إنهاء الاضطرابات الداخلية، قال ألبانيزي، الذي كان حينها رئيس البرلمان، إنه يريد العودة إلى «محاربة المحافظين … هذا ما أفعله».
يعتبر خصوم ألبانيزي بأن سياساته اليسارية وليس خلفيته المتواضعة هي التي تجعله غير مناسب لشغل منصب رئيس الوزراء.
تحدى ألبانيزي الائتلاف طوال الحملة الانتخابية مؤكداً بأنه سيكون أكبر زعيم يساري في أستراليا منذ غوف ويتلام.
كان استحداث ويتلام للتعليم الجامعي المجاني هو الذي مكّن ألبانيزي من التخرج من جامعة سيدني بشهادة في الاقتصاد على الرغم من موارده المالية الضئيلة.
ويقول أنصار ألبانيزي إنه في حين كان ينتمي إلى ما يسمى فصيل اليسار الاشتراكي التابع لحزب العمال، إلا أنه كان براغماتياً يتمتع بقدرة ثابتة على التعامل مع العناصر الأكثر محافظة في الحزب.
حادث سيارة يؤدي إلى تغيير جذري في نمط حياته
خضع ألبانيزي لما تم وصفه بأنه تحول جذري العام الماضي، حيث اختار بدلات ونظارات أكثر أناقة.
كما خسر 18 كيلوغراما فيما افترض الكثيرون أنه محاولة لجعل نفسه أكثر جاذبية للناخبين.
يقول ألبانيزي إنه يعتقد أنه كان على وشك الموت عندما تعرض لحادث تصادم في كانون الثاني/يناير من العام الماضي، وكان ذلك محفزاً لاختياراته الصحية.
بعد الحادث، أمضى ألبانيزي ليلة في المستشفى بعدما تعرض لما وصفه بإصابات خارجية وداخلية لم يكشف تفاصيلها.
بداية مبكرة في السياسة
قال ألبانيزي إنه كان في الثانية عشرة من عمره عندما شارك في حملته السياسية الأولى.
نجح زملاؤه من مستأجري المساكن الحكومية في إلحاق الهزيمة باقتراح المجلس المحلي لبيع منازلهم – وهي خطوة كان من شأنها زيادة الإيجار – في حملة تضمنت رفض دفع أموال للمجلس فيما يسمى بإضراب المستأجرين.
تم على أثر ذلك الإعفاء من ديون الإيجار غير المسددة، والتي وصفها ألبانيزي بأنها «درس لأولئك الذين لم يكونوا جزءاً من إضراب المستأجرين: التضامن فعال».
على منصة النصر
صعدت شريكة ألبانيزي، جودي هايدون، وابنه ناثان، من زوجته الأولى كرمل تيبوت، إلى المسرح لمشاركة زعيم حزب العمال فرحة الفوز لدى إلقائه خطاب النصر.
تزوجت تيبوت، وهي نائبة سابقة لرئيس وزراء نيو ساوث ويلز، من ألبانيزي في عام 2000.
وانفصل الزوجان في عام 2019، لكن تيبوت كانت في الحشد الليلة الماضية ورحب بها ألبانيزي أثناء إلقاء خطابه.
عن «أس بي أس»