أنطوان القزي
اليوم لن أكتب لأن أهل البلاط أعفوني من الكلام، إذ شهد الأسبوع الماضي المزيد من “الهرج والمرج” في المواقف يضيق المكان لذكرها ونكتفي بعيّنة منها، والحكم لكم:
ففي لقاء شعبي ،اكد النائب الياس بو صعب أن «الحزب الحاكم في لبنان هو حزب المصارف، متهما اياه بـ»تغطية الفساد»، متطرقا الى»الظروف التي وصلت اليها البلاد»، معتبرا ان «مشكلة هذه المنظومة مع رئيس الجمهورية هي أنها فشلت في جعله شريكا معها بالفساد”.
.. هل هذا هو أبو صعب نفسه الذي كان وزيراً شفافاً للتربية وعن أي حزب حاكم يتحدّث؟!..
والأسبوع الماضي أيضاً ، كتبت جريدة «الأخبار» المعروفة بموالاتها ل»حزب الله»: «في بلد تنقطع الكهرباء فيه 22 ساعة من أصل 24، يترشح الى النيابة ثلاثة وزراء سابقين للطاقة، جبران باسيل وسيزار أبو خليل وندى البستاني، سيقترع ناخبو دوائرهم لهم وعلى الأرجح سيفوزون. وفي بلد انفجر فيه المرفأ وأودى بحياة 220 ضحية وأدى الى مئات الإصابات وتدمير نصف العاصمة، يعود النائب علي حسن خليل مرشحا للنيابة وهو مستدعى في ملف تفجير المرفأ، وسيعود الى المجلس نائبا».
أن يُنشر في وسيلة إعلامية هي «الأخبار» فإنه يستحق الأخذ بالاعتبار، مع العلم ان وظيفة الإعلام هي قول الحقيقة من دون محاباة.
وسط هذا المناخ لم يجد الرئيس عون حرجا في الإيحاء المتجدد بأهدافه الخفية حيال التمديد او توريث صهره من خلال إعلانه انه «لن يترك موقعه الا وأكون قد كشفت عن كل فاسد»، معتبرا ان «مسؤولية إعادة النهوض بالبلاد تقع على من سيخلفني»، وداعيا الى «تشجيع الاوادم والشجعان على استلام مقاليد الحكم بعد انتهاء ولايتي». وقال امام المجلس التنفيذي الجديد للرابطة المارونية «ما بدي اعمل نظام رئاسي بدي اعمل رئيس» وكما فرضت إقرار التدقيق الجنائي في الحكومة أجاهد حاليا في ما يتعلق بالكابيتال كونترول»، ودعا المواطنين لأن «يقترعوا للخيار الصحيح في الانتخابات النيابية المقبلة»، وشدد على «ضرورة اصلاح القضاء وسائر المؤسسات في الدولة»، معتبرا انه «لا يمكن ان يكون هناك اصلاح طالما المؤسسات ممسوكة بل ستكون الغلبة للفساد وللعودة بالبلاد الى الوراء».ولفت الى أن «لبنان مقبل على انتخابات نيابية وعلى الناس ان تعرف من تنتخب وان تقترع للخيار الصحيح لتتمكن من إيصال اكبر عدد ممكن من الاوادم علهم يتمكنون من تغيير الصورة القائمة لما فيه مصلحة البلد “.
رئيس الجمهورية، يدعو الى انتخاب الأوادم، وماذا عن منظومة العهد التي تضمّ تياره وحلفاءه والتي تشكّل الأكثرية الحاكمة! أليس كلام الرئيس إقراراً خطيراً بالحاجة الى الأوادم!.
المهم ان الرئيس لن يغادر قبل ان يكشف آخر فاسد!…
«بكّير على مهلك فخامة الرئيس، مش مستعجلين، تعوّدنا عالعتم»؟!!.