أنطوان القزي
من المعروف أن التكنولوجيا عبر السلاح المتطوّر والفتّاك هي التي تحسم الحروب، أما في الحالة الأوكرانية، فقد وقف العالم مذهولاً أمام سر الصمود الأوكراني، وكلمة السرّ الكبرى هي «وحدة الشعب».
هذا الشعب الذي أذهل العالم وصدم موسكو، فقد نزل سكان القرى النائية لينضم الرجال الى فرق المقاومة والنساء التحقن بتجمعات إعداد الطعام، وتحوّل سائقو سيارات الأجرة الى سائقي صهاريج لإيصال الوقود والماء الى المراكز العسكرية، وأقفل الحلاقون صالوناتهم ليعملوا في إيصال الطعام الى المراكز العسكرية. وترك الأساتذة مدارسهم ليرشدوا الهاربين الى الممرات الآمنة.
وأقفل الميكانيكيون كاراجاتهم لينصرفوا الى جمع الزجاجات الفارغة تمهيداً لتحويلها الى زجاجات مولوتوف حارقة لمواجهة القوات الروسية.
. ويُظهر فيديو آلاف الأوكرانيين يركعون على جانبي الطريق السريع إحتراماً لمرور نعش جندي قاتل في ماريو بول.
وفي المراكز الحدودية البولندية، في جنوب شرق أوكرانيا، لم يتوقف تدفق الأوكرانيين الذين يعيشون في بولندا عبر الحدود، تلبية لدعوات الانضمام إلى القتال المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول فيتاليس كوس، وهو سائق شاحنة يبلغ من العمر 38 عاماً،: «جميع شركات الشاحنات في أوروبا يعمل بها سائقون أوكرانيون، وسننظم أنفسنا لننضم إلى القتال». وأضاف: «لن نسمح له بتحويل بلادنا إلى سوريا».
والأسبوع الماضي وصل طفل أوكراني في الحادية عشرة من عمره بسلام إلى سلوفاكيا بعد أن سافر لمسافة 1100 كيلومتر من شرقي أوكرانيا، حاملا معه فقط حقيبتين صغيرتين وجواز سفر ورقم هاتف لأقرباء له.
لأن أمه لم تستطع أن تترك وبقيت تخدم المسنين في بلدتها، فأركبته القطار وحين وصل الحدود ساعدته سلطات الحدود.
وليلة الأحد، وفي هولندا احتفل اللاعب الأوكراني رومان ياريمتشوك الذي يلعب في صفوف فريق بنفيكا البرتغالي بهدفه في بطولة دوري أبطال أوروبا ضد أجاكس أمستردام الهولندي، بالكشف عن قميص يحمل شعار جيش بلاده.
كما أشاد العالم ببسالة الجندي الأوكراني فيتالي سكاكون (الصور ة) أحد أفراد مشاة البحرية الأوكرانية الذي فجّر نفسه فوق جسر في جزيرة القرم قبل مرور القوات الروسية فوقه.
وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تُظهر امرأة مُسنة تحمل رشاشاً، قيل إنها أوكرانية في الثامنة والستين من عمرها تطوعت في جيش بلدها لمقاومة العملية العسكرية الروسية.
وامرأة مسنّة أحرى تصدّت لمجموعة من الجنود الروس تسألهم: «ماذا جئتم تفعلون في بلادي»؟. واهدت بعض بذور دوّار الشمس رمز أوكرانيا لقائد المجموعة قائلة» : خذ هذه الحبوب وضعها في جيبك ربما تنبت على قبرك عندما تموت».
إلى رب عائلة قطع أكثر من 800 كيلومتر وأوصل زوجته واولاده الأربعة الى بولندا ، ليعود هو الى اوكرانيا ويلتحق بالمقاومة ضد الروس. الى ملكة جمال أوكرانيا التي تخلّت عن التاج لتحمل البندقية وتقاوم الروس وهي ترفع شعار: «لا وقت للحب»!.
فعلاً إنهم أبطال؟!.