بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com

المهاجرون الى استراليا (وبالذات من كبار السن) من أصول وبلدان وثقافات وحضارات مختلفة ومتنوعة حضروا بملء ارادتهم أو قسرا وهربا (حروب واضطهاد ومجاعة وغيره)، فهناك الصيني (بكين / هونج كونج /تايوان وغيرها) وهناك الروسي والصربي والافغاني والبولندي ….. والعربي بالتأكيد وكلهم يعانون أو يشكون من صعوبة انخراطهم في المجتمع أو الوطن الجديد والذي يبعد الالف الاميال عن الوطن الام بسبب اللغة الإنجليزية ذات اللهجة أو اللكنة الأسترالية (العامية ذات الطابع الاختصاري). وبالرغم من أن الحكومة الأسترالية تبذل الكثير من الجهد والمال من أجل تعليم هذه الفئة من الجاليات مختلفة الثقافات والحضارات وتذليل الصعاب لانخراطهم في المجتمع الا أن التناقض ما بين لغة المعمل (مختبر اللغات) ولغة الشارع متفاوتة بشكل ملحوظ!
فعلى سبيل المثال، العربي الذي تعلم اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية العربية قد تعلمها أما عن طريق المدرسين الانجليز (باللهجة اللندنية التقليدية والمعروفة عالميا ببسطاتها وادائها الراقي أو من المدرسين العرب من ذوات التخصص العلمي في اللغة الإنجليزية والذين يجيدون قواعد اللغة – جرامر – أكثر من المحادثة ومهارات الاتصال.
اللكنة أو اللهجة – الاكسنت – اليومية في استراليا أصبحت تعتمد عل مفردات (من مختصر الكلمات) فالعربي أو الصيني او الروسي الذي تعلم على حفظ الكلمات المعروفة التالية:
Afternoon
Barbecue
Honestly
Many
Ciggy
Coldie
Snag
وجدوا انفسهم أمام قاموس أخر شعبي للمفردات المستخدمة يوميا في التعاملات مع الجاليات العرقية الأخرى والتي سكنت الوطن الجديد فعلى سبيل المثال الكلمات أعلاه ذات مفردات مقابله (على التوالي ) لل :
Arvo
Barbie
Fair Dinkum
Heaps
Cigarette
Beer
Sausage
وكأن لسان الحال يقول بان التعلم واجب لهذه اللهجة والتي أصبحت بمثابة لغة أخرى دخلت على الخط لتزيد من معاناة المهاجر كبير السن ولتقضي على الكثير من الطموحات والآمال للتفاهم بين الجاليات في المجتمع الواحد متعدد الحضارات والعرقيات والتي تتفاخر به الحكومة الأسترالية وتعتبره تجربه ناجحة يجب الاحتذاء بها!

نحن اليوم لا نتكلم عن طريق النطق وتشكيل الكلمة أو المفردة فقد تذهب الى بيروت وتسمع لغة عربيه فصحى وخروج سلس وبسيط للكلمات بينما لو ذهبت الى صور أو صيدا أو طرابلس / المنيا لوجدت ملافظ الكلمات مختلفة ونفس الشي مع مدينتي القدس ونابلس أو أهل المنطقة الغربية (جده ومكة) وبين أهل المنطقة الشرقية (الدمام والخبر) من السعودية ونفس الشيء في بغداد والبصرة والموصل وكركوك أو دمشق وحلب وهكذا …! لذلك اعتمد العرب في تعلم لغتهم للأجانب –علي اللغة الفصحى – أما من أراد تعلمها (لأغراض السياحة والسفر أو الزواج) فهناك اللغة العربية بلكنه مصريه (الاسهل) وهناك اللكنة السورية واللبنانية والفلسطينية (الشامية) وأخيرا العراقية والمغاربية (الأصعب)!

الموضوع طويل ومتشعب وكل بلد بها العديد من اللهجات واللكنات المحلية وحسب مناطقها وحدودها الجغرافية مع جيرانها وعلى اغلب الظن أن الحكومة الاسترالية ستهتم كثيرا بأولاد المهاجرين الصغار وممن ولدوا على أراضيها أم كبار السن هؤلاء فستراهم هائمين على وجوهم يجوبون الشوارع والطرقات لينتهي بهم الامر إما على المقاهي أو في طوابير السنتر لنك لتأصيل مفهوم التسول المهني الشريف بعد أن تم استبعادهم من سوق العمل بسبب تلك المعانة في تعلم اللغة بشقيها الإنجليزي والاسترالي العامي. والله المستعان.