خاطرة / بقلم / مريم الشكيلية- عُمان

بعد كل هذا النزيف الكتابي الذي يتصبب من مداد قلمي لازلت أتعثر عند رصيف الورق…..
لازلت أجهش بالكلمات وأحشو جيوب دفتري بالمفردات كصدف….
أشعر بإنقباض حرفي وتصلب يدي حين أجر ثقل قلمي على صحاري الجافة….
أرغب في الإنطواء تحت ظل الورق الأبيض وحدي وأفرد ذراعي وأستلقي فوق العشب الأخضر المبتل بكرات الندى الصباحي في حقل سطري…
وأرغب في تعليق ذاكرتي فوق غصن شجرة صنوبرية تتطاير منها رائحة خريفية….
أحياناً أدحرج مشاعري ككرة ثلجية فوق أرض جليدية أو أنني أحاول صنع إبتسامة كطائرة ورقية تحلق بعيداً عن أبجدية سطر…
لا أعرف حتى ماذا أقول وكيف أصف هذا الزحف المخيف من الصمت على رفوف كتاباتي…..
إننا نتصنع الفرح فوق أكوام الحزن ونصد بأقلام التجميل ملامح تجاعيد قصائدنا…..
وصل بي الأمر إنني أقتلع توقيت العاشرة من ترتيب الوقت موعد تراكمات الأشياء المتعبة والطافية فوق صدر ورق….
في تلك الساعة تختفي الأصوات وتدخل الأحاديث في قوقعة صمت…..
وعند أول إشراقة ضوء يتقلص توقيت العاشرة وتنصهر كالشمع في ما تبقى مني محدثة هزة كتابية على ضفاف شعري…