حصدت ضابطة شرطة سابقة الجائزة الأدبية الأعلى سعرًا فى أستراليا ــ والبالغ قيمتها مائة ألف دولار ــ عن مذكراتها التى توضح بالتفصيل تجربتها مع العنصرية والعنف المنزلي.
وتلقت فيرونيكا جوري التي عملت في قوات الشرطة في ولايتي فيكتوريا وكوينزلاند الجائزة خلال حفل لتوزيع الجوائز الأدبية حضره رئيس الوزراء عن كتابها الذي يحمل عنوان «أسود وأزرق: مذكرات عن العنصرية والقدرة على التأقلم».
وقد سبق وأن اختارت صحيفة «الغارديان» في أستراليا كتاب المذكرات كواحد من أفضل 25 كتابًا أستراليًا لعام 2021، كما فاز كتاب «جوري» أيضًا بفئة أخرى من الجائزة؛ هي الفئة المخصصة لأعمال السكان الأصليين بقيمة ٢٥ ألف دولار.
وعبرت «جوري» عن سعادتها البالغة خلال حفل استلام الجائزة، كما قامت باستغلال الفرصة لمناشدة حكومة ولاية فيكتوريا لرفع سن المسؤولية الجنائية؛ حيث قالت: «وجود أطفال في السجون أمر محزن للغاية، هناك أطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ 10 أعوام محبوسون الآن بدون ذويهم في السجون الأسترالية ويجب أن يتوقف ذلك».
وكشف وزير الصناعات الإبداعية في ولاية فيكتوريا، داني بيرسون، خلال حفل توزيع جوائز فيكتوريا للأدب في مركز «ويلر» بملبورن عن أن الجوائز هذا العام احتفت بالفنانين الناشئين وكذلك الكتاب المعروفين على حد سواء.
وقال: «تضم جميع الأعمال الفائزة قصصًا معاصرة ومؤثرة تعكس الموهبة غير العادية التى نمتلكها هنا في فيكتوريا وفي جميع أنحاء البلاد».
ووثّقت «جوري» عبر صفحات المذكرات طفولتها فى منطقة بانغ يارندا فى شرق ولاية فيكتوريا وحياتها الأسرية كأم عزباء وحياتها العملية كشرطية تحمل بين طيات روحها الكثير من الأمور المتناقضة»
ويتصدى الكتاب للفساد والعنصرية والعنف المنزلي ويتناول عددًا من الإخفاقات فى تاريخ الشرطة الأسترالية، بما في ذلك واقعة وفاة الشاب كاميرون دومادجي عام 2004 خلال احتجازه، والتي أشعلت سلسلة من أعمال الشغب وأدت في النهاية إلى تسوية دعوى صلح جماعية بقيمة 30 مليون دولار مع أسر ضحايا الشرطة بعد 14 عامًا.
وقالت «جوري»، التي انضمت إلى قوة الشرطة من أجل كسر دائرة الخوف التي زرعتها فيها أسرتها من السلطة الحاكمة، أنه تم تسريحها من القوة فى عام 2011 لأسباب طبية.
وأشادت لجنة تحكيم الجائزة بجوري بسبب أسلوبها البسيط والآسر في سرد ​​القصص، وقالت في بيان صادر عنها: «تتحدى جورى القارئ عبر قصتها أن يسأل عما يمكن أن يفعله فى حياته الشخصية والمهنية لمواجهة العنصرية بجميع أشكالها».
كما حصدت جائزة الكتب الواقعية الفنانة والمحامية والمدافعة عن حقوق المرأة في غرب سيدني، أماني حيدر، عن كتابها التي توثق من خلاله تجربتها الشخصية مع العنف المنزلي والذي يحمل عنوان «جرح الأم»؛ حيث قُتلت والدة حيدر على يد والدها عام 2015، وقد وصفت لجنة التحكيم الكتاب بـ «العمل البطولي الذى يعكس البيئة الثقافية والأسرية لمجتمع المغتربين في أستراليا والتي تتقاطع مع الثقافة الأبوية الأسترالية والنظام القانونى».
ومن بين الفائزين الآخرين بالجائزة هذا العام، ديلان فان دين بيرج، وهو كاتب من شمال شرق تسمانيا، الذي فاز بجائزة الدراما عن مسرحيته «ميلك»، وفازت الشاعرة الفيكتورية ماريا تاكولاندر عن مجموعتها الشعرية «حث على التحذير»، كما فازت فيليسيتي كاستاغنا بجائزة الكتابة فى فئة أدب الشباب عن روايتها «الفتيات في سيارات الأولاد».