منذ أيام عدة، تُعاني بيروت من انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وذلك بعد دخول عدد من المواطنين محطة عرمون والتسبّب بخلل على الشبكة الكهربائية حيث دخل بعضهم غرفة الحمايات في المحطة وعبثوا بمحتوياتها، محدثين أعطالاً جسيمة، وفقاً لمؤسسة كهرباء لبنان. هذا التطوّر فاقم من الوضع المأسوي الذي يُعاني منه اللبنانيون الذين باتوا يستعينون بالشمع والبطاريات والطاقة الشمسية وغيرها من الطُرق التي تُخفف من وطأة الأزمة في ظلّ غياب كهرباء الجولة وتقنين المولدات الكهربائية الخاصة.
استحمام مثل «الحرامية»
ففي أحد أحياء سليم سلام الداخلية، يُعاني حسين. د. الذي يجلس في دكانه المخصّص لبيع السمانة، من الانقطاع الدائم للكهرباء فهي «لا تأتي سوى ساعات قليلة، ومنذ يوم أمس الاول لم نرَها سواء في المحل أو المنزل الواقع في منطقة بربور». هذا الوضع دفع حسين الى الاشتراك في المولّد الكهربائي للمبنى مقابل مليون ونصف مليون ليرة، إلا أن هذا المولد لا يكفي لتغذية باقي ساعات النهار، حيث يُصار إلى إطفائه.
هذا الوضع أثّر على تجارة حسين إذ لم يعد يستطيع بيع المواد التي تحتاج إلى كهرباء دائمة، فيُشير بيده الى البراد الذي يحتوي على بعض زجاجات اللبن وثلاث عُلب لبنة، قائلاً «في السابق كان هذا البرد ممتلئاً بأكمله إلا أن انقطاع التيار الكهربائي لم يعد يسمح لنا بتخزين المواد».