جورج شلهوب من أبرز الممثلين المخضرمين في لبنان، ويضم رصيده الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية.
عاصر التلفزيون في زمنه الذهبي، وشارك في الكثير من الأعمال التي تركت بصمة في تاريخ الدراما اللبنانية، بينها “مذكرات ممرضة” و”المشوار الطويل” الذي جمعه بالراحل “شوشو” في عمله الوحيد الذي قدّمه بعيداً عن الكوميديا.
لم تتعب الشاشة من شلهوب الذي يبحث عن الأدوار التي يكون فيها ما يكفي من حضور للشخصية التي يلعبها، كما يشترط أن يكون هناك توازن بين الأجر والدور الذي يؤديه.
آخِر أعمال شلهوب “البريئة”، الذي بدأ عرْضه أخيراً، واصفاً المَشاهد التي تجمعه فيه بابنه، في حوار مع “الراي”، بـ”الرائعة”، معتبراً في الوقت ذاته أنه لا يوجد فارق بين التمثيل مع ابنه وأي ممثل آخَر.
– كيف تتحدث عن مشاركتك في عمل واحد مع ابنك يورغو كما حصل في آخِر أعمالك “البريئة”؟
– التجربة جميلة جداً، وتجمع بيننا مشاهد رائعة.
– وما الفارق بين التمثيل مع ابنك وأي ممثل آخَر؟
– لا يوجد فارق.
وعندما أمثّل مع ابني، كأنني أمثّل مع أي ممثّل آخَر.
– عادةً، هل أنت ممثّل متطلّب وما شروطك للموافقة على أي عمل؟
– أقبل بالمشاركة إذا كان الدور فيه ما يكفي من الحضور للشخصية التي أؤديها.
وبسبب غياب النقابة نتيجة الأوضاع واستغلال وضع الممثل اللبناني نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار، يقوم البعض بتكسير سعر الممثّل.
لكن الأمر يعود أولاً وأخيراً إلى الممثّل، فإما أن يقبل أو لا.
إذا لم أشعر بأن هناك توازناً بين الشخصية والأجر، لا يمكن أن أقبل بالعمل، وقد رفضتُ عملاً في الفترة الأخيرة لأن من المعيب أن نرضى بأجور أقلّ مما هي عليه اليوم.
إلى ذلك، لا يوجد كتّاب يكتبون لأعمارنا كما يجب، مع أننا نستطيع أن نحمل مسلسلاً كاملاً لِما نملكه من خبرة وأداء، من خلال الأدوار المُسانِدة التي نلعبها.
الشباب والصبايا الجدد يقبلون بأي أجر لأنهم يعتبرون أنهم يجب أن يضحوا في السنوات الأولى كي يصلوا إلى النجومية، لكن مَن لا يملك الأهلية الكاملة، لا يمكن أن يصل إليها أبداً.
والموهبة لا تكفي لوحدها، بل تحتاج الى صقل وخبرة.
– كيف تتحدث عن بعض أعمالك التي انطبعت في الذاكرة والوجدان، بينها “المشوار الطويل” و”مذكرات ممرضة”؟
– رائعة مارسيل بانيول “المشوار الطويل” قُدمت في فرنسا.
وفي النسخة الفرنسية، شوشو وابنه شريف يشبهان بعضهما، بينما في النسخة العربية هما غير متشابهيْن.
شوشو كان “كاركتير”، ورغم نجاحه الكبير كممثل وإعجاب الجمهور بإحساسه، لكن الكاستينغ لم يكن مُناسِباً ولا يُشْبِه الشخصية التي كتبها الكاتب، وتمت الاستعانة به لأنه كان “كوميديان” محبوباً ومشهوراً، وأظهر في هذا العمل الوجه الدرامي في شخصيته فترك بصمةً عند الجمهور.
لكن من الناحية الاحترافية، لم يكن “الكاستينغ” صحيحاً.
ونجاح العمل يعود إلى عوامل عدة، أهمها القصة بالدرجة الأولى وهي الأساس في أي عمل. ثم المُخْرِج الذي أعطى مساحةً من الأداء للممثلين، بالإضافة إلى الديكورات التي تم إنشاؤها، حيث جرى بناء قرية داخل الاستوديو وسفينة وتم استغلال المساحة بأكبر قدر ممكن.
– وبالنسبة إلى “مذكرات ممرضة”؟
– في هذا العمل، كانت هناك حرية في التنقل والتعبير.
كممثل في “تلفزيون لبنان”، كنت أحب أن أدير نفسي، وكان هناك تنوع في اللقطة.
الممثل المتمكّن يستفيد منه المُخْرِج إذا وُجدت المساحة التي تتوافر فيها الإضاءة والصوت من دون مشاكل.
قبل الإنتاجات الضخمة، كان الممثل يجد صعوبةً في التحرك براحة، أما اليوم فالوضع تغيّر ولم تعد هناك حاجة إلى أشخاص يساعدون “الكاميرامان”.