هي من النساء المسلمات الرائدات في الجالية اللبنانية والعربية، حملت همّ الدفاع عن أبناء جلدتها ورفع قضاياهم ونجحت.
وصلت ندى رودة الى استراليا سنة 1970 والتحقت بالمرحلة الإبتدائية ثم الثانوية ودرست اللغة العربية في جامعة سدني لتنطلق في رحلة زاخرة بالإنجازات والعطاءات، فهي لا تنتظر شكراً أو ثناء لأنها تعتبر النجاح خير شكر وتقدير. ولأنها ليست من هواة الضوء والكاميرات كانت مسيرتها هي التي تستقطب الضوء لتحوز على كل إعجاب وثناء ولتصبح سيرتها الذاتية نموذج المرأة المتألّقة الواثقة الخطوة دائماً.
فمن هي ندى رودة:
الدكتورة ندى رودة لديها أكثر من ثلاثين عاما من العمل مع الجاليات الأثنية . فهي منذ العام 1976 حتى اليوم تخوض نشاطاً فعالاً في تطوير برامج إنمائية للجالية العربية والإسلامية.
عملت مع عدد من المؤسسات الاجتماعية الاثنية والقانونية لتقديم خدمات الدعم والاستقرار والدفاع عن حقوق الجالية.
كما ساهمت في تأسيس عدد من الجمعيات: «الاتحاد الفدرالي للمرأة العربية، رابطة المرأة المسلمة، مركز دعم النساء المسلمات(Muslim Women Refuge) ، وبعض المجموعات الشبابية « كما مثلت الجالية في العديد من اللجان الوزارية ووحدات الدفاع عن الجالية اللبنانية والجالية المسلمة. كما مثلت الجالية في اللجنة الادراية لمركز سدني الصحي ودائرة بوليس نيوساوث ويلز وإعطاء التوصيات للحكومية الفدرالية.
عملت مع دائرة الشؤون الأثنية من العام 1984 ? 2000 كمسؤولة استشارات وعلاقات وإعطاء النصح لرئيس حكومة الولاية فيما يتعلق باستقرار الجاليات الأثنية.
تخرجت الدكتورة رودة من جامعة سدني بمرتبة الشرف في الدراسات العربية والإسلامية في العام 1989 كذلك حصلت على شهادة إدارة للقطاع العام من جامعة فلندر 1999 وكذلك دبلوم في التعليم.
قدمت ندى الإستشارات للدوائر الحكومية وغير الحكومية حول أنجع الأساليب لتطوير وتقديم برامج مناسبة ثقافيا ودينيا.
عملت ندى منذ العام 2005 كمستشارة لدى مدرسة الرسالة الإسلامية في سدني ? استراليا وتقديم الدعم التنفيذي والمشورة الاستراتيجية وتنسيق النشاطات المهمة وتصميم البرنامج الإسلامي لطلاب الشهادة الثانوية وكانت مديرة التنمية ا لاستراتيجية والارتباط مع الجالية منذ العام 2012.
ولمواجهة المشاعر العدائية وتشويه سمعة الجالية العربية والإسلامية قدمت الدكتورة رودة العديد من المحاضرات ونظمت العديد من اللقاءات والزيارات للتخفيف من وطأة الحملات العدائية ضد الجالية المسلمة والعربية. ومن أجل زيادة الحوار والتعارف حول الإسلام قامت الدكتورة ندى بإخراج وإنتاج فيلم وثائقي عن الدور الإيجابي والبناء الذي قامت به الجالية الإسلامية والعربية في بناء وتطوير استراليا. وقد عرض هذا الفيلم الوثائقي في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية في العام 2010 .
ولأن طموح ندى ليس لديه حدود، فهي ستعود الى الجامعة وفي أجندتها الكثير من المشاريع منها توزيع فيلمها الوثائقي في المجارس الاٍسترالية.
بحث أكاديمي
قدّمت ندى رودة بحثاً الى جامعة تشارلز ستورت (CSU) حول سياسات الحكومة الأسترالية لمكافحة الإرهاب وتأثيرها على المجتمع الإسلامي الأسترالي في أعقاب الهجمات الإرهابية الدولية التي وقعت في 11 سبتمبر / أيلول 2001 وبعد 11 سبتمبر / أيلول 2001. وعلى أساسه حصلت على شهادة الدتوراه.
درست د. ندى رودة، باحثة الدكتوراه في جامعة تشارلز ستورت CSU، في كلية اللاهوت CSU. وحملت أطروحتها عنوان «وجهات نظر القادة المسلمين الأستراليين حول مكافحة التطرف العنيف: «نحو تطوير نموذج لأفضل الممارسات لإشراك المجتمع المسلم».
اختبرت الدراسة استراتيجية مكافحة التطرف العنيف (CVE) التي تم تنفيذها على مستوى الولايات والمستوى الفيدرالي بعد الهجمات الإرهابية في سبتمبر أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأميركية، وفي مدريد، إسبانيا، في عام 2004، وفي لندن وبالي في عام 2005.
كان أحد أهداف هذه الدراسة هو تسهيل التحسينات في مشاركة الحكومة والمجتمع وتطوير شراكات أفضل تمنع حرمان الشباب من حقوقهم والقضاء على العوامل التي تؤثر على الإيديولوجيات المتطرفة العنيفة. ومن الأهمية بمكان لهذه الدراسة ايجاد وسائل يمكن من خلالها منع الشباب من تبني أيديولوجيات متطرفة عنيفة قد تؤثر عليهم بالانخراط في أعمال الإرهاب. كما بينت هذه الدراسة تأثير الخطاب السياسي والإعلامي على مشاركة المجتمع المحلي وكذلك ثقة المجتمع واستعدادهم للمشاركة مع الحكومة.
منذ هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة ، غالباً ما طلبت حكومة الكومنولث من المنظمات الإسلامية وزعمائها تقديم المشورة والدعم في ظروف معقدة. وتؤكد الحكومة أن المجتمعات هي أفضل مكان لتحدي تأثير الروايات المتطرفة العنيفة ، ومن خلال الشراكة مع الحكومة يمكنها منع «الجهادية المحلية» من الانتشار. وبالمثل ، يعرب قادة الجالية المسلمة عن احترامهم الشديد لهذه الشراكات في الحرب ضد الإرهاب. ومع ذلك ، وفقا للنتائج المعروضة هنا ، هناك قضايا مهمة جدا حول النهج الذي اتخذته الحكومة حتى الآن في التعامل مع المجتمع المسلم ، وعلى وجه الخصوص ، ينظر الى برنامج ( CVE التطرف العنيف ) من قبل غالبية المشاركين في هذا البحث أنه معيب بشكل خطير .
ساعدت البيانات المستقاة من هذا البحث على إلقاء الضوء على الدور الهام الذي لعبته المنظمات الإسلامية والمتطوعون في مكافحة التطرف ودعم مجتمعاتهم في جو من الخوف والترهيب والتدقيق المتزايد. وقد أظهر البحث أن هناك حاجة ماسة لايجاد المزيد من الأساليب الفعالة لنجاح أي استراتيجية لمكافحة التطرف.
لقد ساعدت نتائج المقابلات والدراسات التي أجريت على قادة المجتمع الإسلامي على إلقاء الضوء على الدور الهام الذي لعبته المنظمات الإسلامية في تقديم الخدمات في مختلف المجالات غير المعروفة أو المفهومة تمامًا من جانب المجتمع الأوسع. كما تسلط النتائج الضوء على الدور الكبير الذي يلعبه المتطوعون والمساهمات التي قدموها وما زالوا يقدمونها للمجتمع. والأهم من ذلك ، أن النتائج تظهر أيضًا أن غالبية المنظمات الإسلامية تتمتع بتمويل ذاتي كبير ، مع وجود عدد قليل جدًا من التمويل الحكومي.
فيما يتعلق بتأثير الخطاب الإعلامي ومساهمته المحتملة في التطرف ، أشارت النتائج إلى أن وسائل الإعلام ساهمت بشكل كبير في تعزيز الصور النمطية السلبية تجاه المسلمين الأستراليين. على سبيل المثال ، أشارت غالبية المستطلعين الذين أجريت معهم مقابلات إلى أن وسائل الإعلام أثرت على آراء الجمهور في الإسلام والمسلمين. كان هناك رأي مفاده أنه لا يوجد مجتمع ديني آخر يحصل على نفس التغطية السلبية التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون. وكان من بين النتائج الرئيسية الأخرى أن وسائل الإعلام على وجه الخصوص ، تساهم بشكل كبير في تصوير المسلمين سلبًا ، وبالتالي إضفاء الشرعية على وصف المسلمين بأنهم إرهابيون أو مؤيدون للأفعال والإيديولوجيات المتطرفة العنيفة. وأشارت النتائج إلى أن الحكومة يجب أن تكون سباقة في تحميل الإعلام المسؤولية عن تشجيع المشاعر المعادية للمسلمين ، والتي تغذي وجهات النظر المتطرفة المعادية لهم.
(النص الكامل تنشره «التلغراف» لاحقاً).