بقلم هاني الترك
عالمة الفيزياء الاسترالية الرائدة ميتشيل سيمونز سوف تذهب إلى لندن بناء على دعوة من الجمعية الملكية البريطانية لتتسلّم جائزة الجمعية التي أُسست عام 1600.. وهي تضم علماء العالم العباقرة عبر التاريخ.. لأبحاث سيمونز في الكمبيوتر الكمي.
وسوف تتلقى مكافأة مالية عالية.. وتلقي محاضرة هناك.. وهي تعمل حالياً باحثة لبناء الكمبيوتر الكمي في جامعة نيو ساوث ويلز وهو أول كمبيوتر كمّي عبر العالم.
يمكن للكمبيوتر الكمي احتساب أعداد هائلة من المعلومات لا يمكن أن يقوم بها الكمبيوتر العادي.. مما يمهد الطريق نحو التقدم في الاتصالات والدفاع والمال والهندسة والصيدلة.. إلى آخره من القطاعات والأنشطة.
مُنحت سيمونز لقب الشخصية الاسترالية المثالية للعام 2018.. وذلك تقديراً لجهودها العلمية وتعبيرا عن تقدير أستراليا للبحث العلمي.
تبلغ سيمونز من العمر 52 عاماً ومتزوجة ولها ثلاثة أطفال.. وتتمتع بذكاء عال جداً.. سخرت حياتها في دراسة العلوم وخصوصاً تطبيق الفيزياء على الكمبيوتر.. فهي تشغل منصب مديرة المركز الأسترالي للكمبيوتر الكمي والاتصال التكنولوجي في جامعة نيو ساوث ويلز، والتي تجري الأبحاث في ثلاث جامعات استرالية.
وتركز سيمونز على دراسة وتطوير الكمبيوتر الكمي.. إذ تعتبر أستراليا رائدة في العالم.. وتتطلع الأنظار الى السنوات القادمة والتوصل إلى نتائج علمية من الكمبيوتر الكمي سوف تقلب فهمنا للعالم رأساً على عقب.
وتستقي العالمية سيمونز بحثها في الكمبيوتر الكمي من نظرية الفيزياء الكمية التي لا يفهمها إلا عدد قليل من العلماء.. وهي ظاهرة غريبة تتمثل في سلوك الجزيئات الذرية في مكانين مختلفين من العالم في ذات الوقت.. وعملية انبعاث أو امتصاص الجزيئات الذرية التي لا تتم على نحو متواصل.. ولكن على مراحل.. كل مرحلة فيها كناية عن انبعاث أو امتصاص مقدار من الطاقة يسمى الكم.
والعالم الفذ البرت آينشتاين لفتت نظره تلك الظاهرة ولم يصدقها.. ولكنه توفي عام 1955 قبل ان يتمكن من متابعة دراستها.. وقد حيرت هذه الظاهرة العلماء حتى أرجعها البعض منهم إلى طاقة روحانية لا يفهمها العلم المعاصر.
وتجري العالمة سيمونز التجارب على سلوك ذرة واحدة من الفوسفور حجمها أقل ألفي مرة من حجم شعرة من رأس البشر.
فإن الحسابات التي تجرى داخل الذرة تتم بسرعة هائلة.. وهذا ما يعرف بالكمبيوتر الكمي الذي سيتم استعماله قريباً.
ومن ضمن النتائج المترتبة على استعمال الكمبيوتر الكمي هي:
– قد يكون الكون مؤلفاً من أكوان متعدد متداخلة وليس كوناً واحداً فقط.. ومن ثم يتم البحث عن أصل الكون ونشوئه وتطوره.
– سوف يجري الكمبيوتر الكمي حسابات معقدة جداً ودقيقة جداً للكشف عن أسباب الأمراض وتصميم عقاقير طبية لعلاجها لا يعرفها الطب المعاصر.
– تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يفكر ويتخذ قرارات مثل الإنسان ويرتقي إلى الوعي البشري.
– سوف يقوم الكمبيوتر الكمي بحساب الطقس والاحوال الجوية بدقة كبيرة.
– سوف يتمكن الكمبيوتر الكمي من قيادة سيارة بدون سائق بشري.
– تطوير الحسابات المعقدة في مجالات أخرى مثل قطاع المال والعمليات العلمية المعقدة جداً.
– قد يفتح الباب للبحث في أسرار الوجود والوعي البشري وفهم الوعي المطلق وهو الله.
– سوف يتطرق الكمبيوتر الكمي إلى آفاق علمية وحياتية لا ندركها الآن.