بقلم هاني الترك
سيدني تقف شامخة امام حربها ضد كورونا.. صحيح أننا نعاني من الإغلاق.. ولكن كشعب مررنا بتجارب أكثر مأساوية.. وتحملنا الكثير من الكوارث وانتصرنا.. مثل الكساد الكبير.. والحربين العالميتين الأولى والثانية.
وابشعها الانفلونزا الاسبانية التي اجتاحت العالم منذ مئة عام.. والاخطر من كورونا دلتا.. قتلت اكثر مما قتلت الحرب العالمية الاولى، ولم يكن الطب متقدما في ذلك الزمن مثل الان.. كانت سيدني بمثابة الشبح .. يرتدي السكان الكمامات ويغسلون الشوارع دائما لئلا تنتقل العدوى.. ولقد مرت البلاد في تلك الفترة العصيبة باصعب السنوات.
ومناطق سيدني الكبرى التي تأثرت بتفشي دلتا اكثر من غيرها.. كتب نائب لاكمبا جهاد ديب إلى صحيفة الدايلي تلغراف باللغتين العربية والانجليزية ما يلي:
تتميز الضواحي العربية لسيدني بالعمل الجاد والترابط العائلي والاجتماعي واواصر الصداقة.. فنحن نواجه تحدياتنا بصمود في وجهها والكرم والتعاطف والتراحم بيننا.. وأمام التحدي الذي نواجهه هذه الايام.. يتطلب منا الامر ان نقدم افضل ما لدينا.. وكالعادة لا نستسلم ابدا.. في هذه الظروف ينبغي ان ندعم بعضنا بعضا وانا نتابع النصائح الصحية وان نحصل على التطعيم .. ان الظروف الحالية صعبة.. فقد الكثيرون منا وظائفهم.. ونفتقد عائلاتنا وأصدقاءنا وجيراننا وزملاءنا.. ولكن ستلتقي عائلاتنا وستعود اعمالنا كما كانت وسيزداد مجتمعنا من جديد.. سنجتاز هذه المرحلة بالعمل معا.. فهذا طريقنا الوحيد.. الحل في ايدينا معا.
في فيرفيلد حيث يتركز ابناء الجالية العربية ادرك سكانها ان نشر قوات الدفاع والشرطة من اجل الاشراف على تحركاتنا لكي لا تنتقل العدوى، ادركوا انها في صالحهم وليست عنصرية.. يتعاون الجميع في المنطقة على تطبيق القيود.. لان الفيروس دلتا قد يكون مسألة حياة او موت.. اثبت سكان فيرفيلد انهم مواطنون مسؤولون يتعاونون في تطبيق القانون والعمال الأساسيون يرتدون الكمامات ويدعمون المحلات القليلة التي تفتح ابوابها بموجب القانون من اجل مساعدتهم على البقاء فاتحة ابوابها.
فإن الكثيرين من سكان فيرفيلد قد عاصروا الخوف وفروا من الدكتاتورية من بلدهم الاصلي الى حريتهم في بلد الحرية استراليا وشاركونا في بناء بلدهم الجديد.
فإن جميعنا نصمد امام العدو المسخوط دلتا وسوف ننتصر وسوف تمر الازمة وتعود سيدني مزدهرة.. منتعشة.. سوف ترجع الحياة فيها الى طبيعتها الرائعة.. وتدب روح الحياة فيها ثانية.. ومن الظلام سوف ينبثق النور في سيدني التي تتألم.. وسوف تبدع.. فلا ابداع بدون امل.