samawi1

أنطوان القزي

رئيس تحرير “التلغراف” الأسترالية

 

جنّة الكتابة لدى يحيى السماوي مفتاحُها ثغرٌ يرفل عسلاً، واغصانُها ارتعاشة عصفور يغسل مناديلَ الضوء كلَّ صباح.

يسرجُ يحيى السماوي نجومَه، ليطل من نافذةِ الهزيع صياداً يبسط للفجر موائدَ الدفء وللحقول اقواسَ الياسمين.

تغزل الريح في بساتين عيونه أثواب البهاء، يطلُّ على الجزُر الناعسة ملاحاً أسكرهُ النعاس وغالبه حنينٌ الى موج تراقصه بناتُ الحصى.

هو الشاعر الذي اغوى البيادر واثقل السنابل، هو القبطانُ الذي ايقظ الآفاق وسامر النوارس،وهو العاشق الذي جعل ذئاب البرد تفيء الى قصيدةٍ تشبه القناديل.

بين الجنّة والنار، بنى محراباً لصلاتِه، وبين القلب والضلوع اوقد جمرةً تلهب النبض وسكَبَ قطرة تسري كالنجيع.

يحيى السماوي،راسم الظلال لأكمامِ الغمام، وصحوة النخيلِ على شرفة الإله وهمسة البدر في اذن نجيمة سافرة.

آخر العشاق“، سفينة تبحرُ في متون الفصول، تسُوق مواكبَ العطر الى موائد الأسحار وتغزلُ ارغفة الحياة من وجنات الحواري.

بائعُ الورد هنا، وآسرُ العشّاقِ هناك، وزارعُ القبلاتِ هنالك، يغسلُ عراقَه بماءِ الحياة، بلفهة الموجوع الذي علّقته السنونُ على صليبِ الانتظار.

وما بين الفراتين، تحلّق فراشة يحيى السماوي، يحنّ ترابُه الى طينِ الطفولة، يصحو رمادُه على دخانٍ عابر.

وبين البصرةِ وكردستان، يعشوشبُ الرجاء وتزهو زهورُ الغسَق ويدفن الحزن ذاتَه على ارصفةٍ اثقلتها التوابيت.

يحيى السماوي ،الصارخُ ابداً في كهوفِ المنفى، المشرقُ ابداً مع شموسِ العودة، يسأل العصافير عن سجّادة الصلاة ،ويستوطن احداقَه الندى، ويسامرُ الصدى ذاكرتَه الرمضاء وتجيئهمريم، شمسُ نصفِ الليل، لتهديهِ بهاء النهار.