أنطوان القزي

افتُتح سجن رومية سنة 1970 وطاقته الإستيعابية تبلغ 1500 سجين، وابتداء من سنة 2008 بات السجن يستضيف 5500 سجين. ويوجد أكثر من ألف سجين من هؤلاء لا يزالون بلا محاكمة ومعظمهم مضى على وجوده في السجن أكثر من عشر سنوات.

القصة ليست هنا رغم مأساويتها، بل في بيان مديرية الإعلام في مجلس النواب اللبناني الذي دعا يوم الجمعة القضاء اللبناني وبالتحديد المحقّق العدلي طارق البيطار للتحرّك بعدما طفح الكيل بسبب الإهانات التي تظهر على وسائل التواصل الإجتماعي بحق النواب الذين وقعوا على عريضة رفض رفع الحصانة عن النواب والوزراء للمثول أمام المحقّق العدلي في قضية انفجار المرفأ!.

وقاحة ما بعدها وقاحة، و”استهبال” لللبنانيين واستخفاف بعقولهم بعدما استخفوا بحقوقهم في العيش الكريم!.

فكيف يلجأ بيان مديرية الإعلام في مجلس النواب  الى القضاء والى طارق البيطار بالتحديد في حين أن النواب المعنيين هم الذين أعلنوا عصياناً على قضاء طارق البيطار وشككوا به واتهموه بالتسييس والتفوا عليه وخرجوا من باب طارق بيطار الممسك بقضية شهداء المرفأ ليدخلوا بشكواهم من شبّاكه ولكن كما يريدونه أن يكون؟!

ويعرف المحامي الضليع، ميرابو برلمان ساحة النجمة إيلي الفرزلي في قرارة نفسه أنه يخون الحقيقة ويخون نفسه ويخون دماء شهداء المرفأ ويخون اختصاصه ومهنته كمحامٍ، لكنه مستمر في النهج الذي تعوّد عليه يوم كان يجلس في غرفة الأزلام في مكتب غازي كنعان في عنجر.

نائب رئيس مجلس النواب في لبنان ومعه ستون نائباُ يحاولون تمرير كذبة القرن على أكثر من أربعة ملايين لبناني  عبر محاولة استجوابهم  المحقق العدلي بدل أن يستجوبهم!.

وما الفرق بين سجناء رومية الذين لم يُحاكموا بعد وبين نواب ساحة النجمة الذين يرفضون المثول أمام المحقق العدلي.

وما دام النواب يعتبرون انفسهم أبرياء ولا لزوم لمحاكمتهم ، فلماذا يرتضون للناس أن يبقوا مسجونين بلا محاكمة؟!.

مشكلة اللبنانيين أنهم يدركون ما هي جرائم وارتكابات  نزلاء سجن رومية ولكنهم لا يعلمون شيئاً عن “فظائع” معظم  نواب ساحة النجمة!.

ولا فرق إذن بين سجن رومية وبين مجلس النواب اللبناني سوى التسمية: في الأول مرتكبون يفترشون الأرض وفي الثاني مرتكبون على المعاش؟!.

في الأول نزلاء متشوّقون للمحاكمة وفي الثاني نزلاء يتهرّبون من المحاكمة ومن العدالة.

ما رأيكم؟؟!.