أنطوان القزي
قد تقولون، إنه تعبير غير لائق، وأجيبكم أنني لو وقعت على تعبير أسوأ منه في القواميس لما ترددت في الإستعانة به لوصف المسؤولين اللبنانيين ، وعندما تفرغون من كتابة هذه السطور ستقولون:”تماسيح وقليلة عليهم”.
أعرف أن كلمتي تُقرأ في لبنان وتتناولها المواقع، ولكنني لا أخشى تهديداً أو لومة لائم بقدر خشيتي على أيناء وطني.
لا أستطيع أن أرى “شعب لبنان العظيم” يأكل من حاويات النفايات!.
ولا استطيع أن أشهد على وطن حسن كامل الصباح ينوء تحت العتمة.
ولا استسيغ قراءة خبر يقول أن بلاد شارل مالك و بيروت أم الشرائع تطبّق شريعة الغاب!.
وما الفرق بين الرافضين المثول أمام العدالة وبين جزار البلقان راتكو ملاديتش أو الرئيس السوداني المخلوع عمر حسن البشير أو رئيس زيمبابوي الراحل روبرت موغابي؟.
يا جماعة، رؤوس الوزراء المقصرين في العالم الثالث تتساقط كالعصافير في ولن نتحدث عن اقالة ومحاكمة رؤساء ووزراء في أوروبا وأميركا بل من الدول التي نعتبرها نحن غير ديموقراطية و نزعم أننا “الديموقراطية الوحيدة” في الوطن العربي؟!.
إقرأوا معي:
يعد وقوع حادثة البحر الميت في الأردن في 25 أكتوبر/تشرين الأول سنة 2018، التي راح ضحيتها 21 من طلبة المدارس والمعلمين والمواطنين جراء الفيضانات، استقالت وزيرة السياحة والآثار الأردنية، لينا عناب ووزير التربية والتعليم، عزمي محافظة بطلب من رئيس الوزراء عمر الرزاز.
من احتجاجات طرابلس
صدّقوا أو لا تصدّفوا، ففي 15 كانون الثاني يناير العام الماضي أعلنت حكومة الوفاق الليبية، تعليق مهام وزير داخليتها فتحي باشا آغا، والتحقيق معه على خلفية الاحتجاجات المستمرة في العاصمة الليبية وأجبرته على الإستقالة!,
في 9 تموز يوليو سنة 2020 ،أجبر خمسة وزراء سودانيين على تقديم استقالاتهم بسبب فشلهم!..
وفي شهر تشرين الثاني الماضي أقيل وزير خارجية الصومال لأنه أصدر بياناً عن أثيوبيا دون أن يستشير الرئيس.
في 27-2-2021 طلب رئيس الحكومة الأردنية من وزيري العدل والداخلية تقديم استقالتيهما بعد “مخالفتهما إجراءات السلامة العامة” المتخذة للتصدي لفيروس كورونا في البلاد..
في 13-3-2021 أعلن وزير الصحة الأردني نذير عبيدات أنه تقدم باستقالته بعد وفاة سبعة أشخاص في مستشفى السلط الحكومي شمال غرب عمان بسبب انقطاع الأكسجين لمدة ساعة.
وفي الرابع من مايو/ أيار 2021 ؛ قدّم وزير الصحة والبيئة العراقي حسن التميمي استقالته على خلفية حادثة مستشفى ابن الخطيب، التي أودت بحياة نحو 90 شخصا وإصابة أكثر من 110 آخرين.
حتى في سوريا استقال وزير الكهرباء منذ نحو شهر (18 حزيران يونيو) بناء على طلب الشعب السوري لأنه لم يفِ بوعوده بزيادة ساعات التغذية وقدّم اعتذاره للشعب!
وفي 28 حزيران يونيو أي منذ أسبوعبن استقال وزير الكهرباء العراقي ماجد حنتوش إثر احتجاجات متصاعدة على تكرار انقطاع التيار.
وغداة انفجار ثالث أكبر قنبلة ذرية في التاريخ في مرفأ بيروت في 4 آب أغسطس الماضي وحتى اليوم ، يرفض تماسيح السلطة في لبنان ليس الإستقالة ، بل المساءلة، هل تصدّقون ذلك؟!.
وبعد، من يقول أن ليبيا والسودان والعراق والأردن والصومال وسوريا هي دول عير ديموقراطية؟!.
هل أدركتم الآن لماذا كلمة تماسيح “قليلة عليهم”؟!.