بعد دوره المميز في مسلسل «عشرين عشرين»، ومشاركته في مشهد واحد في مسلسل «للموت»، يتحضّر الفنان فادي إبراهيم لمجموعة من الأعمال الجديدة، باشر بتصوير عمليْن منها، على أن يُعْطي موقفه النهائي من مشروعين عُرضا عليه أيضاً.

إبراهيم، الذي لم يَغِب عن الشاشة الصغيرة في أحلك الظروف التي مرت فيها الدراما اللبنانية، أشار إلى أنه لطالما آمن بدراما بلده ولا يزال كذلك، لافتاً إلى ريادتها منذ عشرات الأعوام، ومتحدثاً عن الظروف التي تمرّ بها الدول العربية والتي أثّرت على الفن، معرجاً على مشاركته في «عشرين عشرين»، واصفاً نادين نجيم بأنها «من الممثلات اللواتي صنعن أنفسهن خلال وقت قياسي».

لعبتَ دور شرير في مسلسل «عشرين عشرين»، كيف تتعاطى مع موقف الناس من الممثل، خصوصاً أنهم يمكن أن يكرهوه أو يحبوه انطلاقاً من الدور الذي يقدّمه على الشاشة

– لا شك في أن الناس يملكون ما يكفي من الوعي ويعرفون أننا نمثّل وأنهم يشاهدون عملاً فنياً.

لكن هناك الكثير من الممثلين ينالون نصيبهم من الشتائم التي تنهمر عليهم عبر «تويتر» وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي

– هذا صحيح.

مثلاً الشخصية التي يقدمها الزميل علي منيمنة في مسلسل «رصيف الغرباء» الذي فاق عدد حلقاته المئة، شكلت حالة بين الناس. ومثلاً، والدة أحد أصدقائي، «لا تطيقه» وتقول لي «إياك أن تزورني وهو معك».

ومن خلال بعض التعليقات أتساءل، هل يعقل أن يصدّق الناس أن هذه هي حقيقة الشخص وهذا الأمر يتكرر من حين إلى آخَر. وبعض المشاهدين ينسجمون بالقصة، وأحياناً يمكن أن يصدّقوا أن الشخصية التي يقدّمها الممثل على الشاشة هي شخصيته الحقيقية.

هل تحاول أحياناً أن تتجنّب أدواراً معينة لهذا السبب

– بل أنا لا أهتمّ لهذا الأمر، لأن الناس يقدّرون عملي من خلال الأعمال التي أشارك فيها، خصوصاً أنني أنوّع في الشخصيات التي لعبتُها.

هم يحبون صدقي في الأداء، وأنا لا أغيّر شكلي وأوصِل نفسيّة الشخصية التي ألعبها إلى الناس، فيصدّقونني ويقدّرونني ويحترمونني.

أفتخر بتعامُل الناس خارج مجال التمثيل لأن محبتهم هي التي تقف وراء نجاحي.

وخصوصاً أنك لم تغِب عن الشاشة، بل بقيتَ متمسكاً بها بالرغم من كل أزماتها، مقابل آخرين انكفأوا وفضّلوا الابتعاد

– وما زلتُ أتمسّك بها حتى الآن.

هل يمكن القول إنك تفضّل التواجد في الأعمال المشترَكة

– المسألة لا علاقة لها بالتفضيل.

بل أختار أعمالي وفق الأدوار التي ترضيني، وبعيداً عن مساحتها أو البلد الذي تُصوَّر فيه أو النجوم المشاركين فيه.

مثلاً، في مسلسل «للموت» ظهرتُ في مشهدٍ واحد في الحلقة الأخيرة.

بدأ الحديث عن أجزاء ثانية من «للموت» و»عشرين عشرين»، فهل أنتَ مع فكرة أعمال الأجزاء

– عندما يترك العمل أثراً كبيراً عند الناس ويتشوّقون لمشاهدة المزيد، فإن هذا الأمر يدفع بالمنتجين إلى التفكير بتقديم جزء ثانٍ منه.

لِمَ لا!

هذا يعني أنك مع استثمار النجاح بتقديم أجزاء لاحقة منه

– وأين المشكلة إذا كان الجزء الثاني بمستوى يضاهي الجزء الأول أو أفضل منه!

كيف وجدتَ نادين نجيم في مسلسل «عشرين عشرين»

– نادين من الممثلات اللواتي صنعن أنفسهن خلال وقت قياسي.

كانت رائعة وأداؤها مُقْنِعاً.

وقصي خولي

– تربطني به صداقة، ولذا فإن شهادتي فيه مجروحة.

وسبق أن تعاونا ونعرف بعضنا جيداً.

وكارمن لبس

– شهادتي مجروحة فيها هي أيضاً.

هل ترى أن الممثل اللبناني صار نجماً عربياً أم أنه يتهيأ لأن يكون كذلك

– لا أريد أن أقول إنه كان نجماً في وقت من الأوقات، لأنني ألغي عنه نجوميته في الوقت الحالي، كما أنني لا أريد أن أقول أنه لم يكن نجماً كي لا أظلم ممثلين لبنانيين هم من كبار النجوم في العالم العربي قبل وجود الأقمار الصناعية، منذ زمن الراحل رشيد علامة ووصولاً إلى عبدالمجيد مجذوب، أطال الله بعمره، وغيره عندما كانت الأعمال اللبنانية من أهمّ الأعمال التي تُقدَّم على مستوى الوطن العربي.

وأنا أقصد بعد تراجُع الدراما اللبنانية في الأعوام الماضية، وقبل أن تستعيد تألقها

– المشكلة لا تكمن في الدراما بل في القياديين المسؤولين عن البلد والذين أوصلونا لأن نعيش في حياتنا اليومية دراما أكبر من تلك التي نشاهدها على الشاشات.

ولكن القيمين على الدراما يتحملون أيضاً المسؤولية، لأن الدراما التي كانت تُقدّم لا تشبه الناس، والانتاجات كانت ضعيفة جداً وكان يتم التعامل مع أصحاب الأشكال الجميلة وليس مع أصحاب المَواهب كما يقال

– بإمكان أي كان أن يَطرح المشكلةَ من وجهة نظره، ولكننا لن نكابر وفي الوقت ذاته لن نتكبّر.

كلنا نعرف أن لبنان كان متطوّراً تلفزيونياً ومسرحياً وكانت هناك صناعية سينمائية وكانت الأفلام تُصور في الاستديوهات كاستوديو هارون واستوديو بعلبك، وكان عندنا منتجون وكنا نصور خارج لبنان.

كان يتم التركيز على الاستديوهات للتصوير، واليوم صار يُفضَّل التصوير الخارجي.

كل شيء يتغيّر مع الوقت ومع التقنيات الجديدة المستخدَمة في التصوير، وما علينا إلا أن نواكب.

المشكلة أن الأحداث التي تحصل في لبنان، وفي العالم العربي كله، وخصوصاً في الأعوام الأخيرة، تركت آثارها السلبية على كل شيء، حتى على المجتمعات ونمط التفكير، ولذا يجب أن نعطي كل شيء حقه وأن نكون مُنْصفين في عطائنا وفكرنا وتَعامُلنا مع بعضنا.

وهذا يعني أنه لا يمكن أن نحكم على الأعمال الفنية في ظل الظروف التي نعيشها

– بإمكاننا أن نعطي رأينا، ولكن لا يجوز أن «نفلْسف» الموضوع أكثر مما يستحق.

لا شك في أنه يتم تنفيذ أعمال جيدة، وأخرى جيدة جداً تترك أثراً عند الجمهور.

ما تحضيراتك للفترة المقبلة

– باشرتُ بتصوير مسلسل «ليل» وهو عمل لبناني – سوري مشترك، وأشارك فيه كضيف، بالإضافة إلى عروض أخرى، كما أشارك في مسلسل «الزمن الضائع» الذي بدأنا بتصويره، وهو من إنتاج إيلي معلوف وإخراج ماريان صقر التي كانت تعمل كمُساعدة مُخْرِج وسبق أن تعاملت معها.