عند السابعة من صباح أمس الأول أيقظني الزميل هاني الترك عبر اتصال هاتفي مذعوراً وهو يصرخ بلهجته الفلسطينية المحببة: «يا أنطووون، سمعت الأخبار؟، شُفت التلفزيون؟، الفيران جايين على سدني يا انطووون، بياكلوا الحديد وهدموا بيت بالريف والملايين منهم تتوجه الى سدني»، ويتابع هاني دون ان يترك لي فرصة للكلام:
«شوبدها تعمل الدولة، لقّحونا ضد
الكورونا، شو رح نعمل منشان الطاعون والفيران»؟.
ولم يتوقف هاني عن الكلام إلّا عندما تعب وبُحّ صوته لأدخل أنا على الخط واقول له: «عزيزي هاني، هدِّىء من روعك، لقد مرت كل انواع
الأمراض على العالم، ومرّ الجراد ومعه جنون البقر وانفلونزا الطيور والخنازيرواستمرت الحياة، ثم انك تعيش في استراليا والدولة بدأت تتحرك بفعالية لتضع حدّاً لهذا الهجوم «الفئراني»!.
فأنت يا هاني قارىء نهم، ألم تقرأ منذ فترة عن ازمة الجرذان في باريس وقبلها في عواصم تايلند وماليزيا واليابان؟ .
ثمّ أننا نحن اللبنانيين ما عادت تخيفنا اخبار كل ما هبّ ودب وخاصة الفئران، فلدينا فئران وجرذان وسحالي وعقارب وكل انواع القوارض من الوزن الثقيل ومن كل القياسات.
لقد أفرغوا رفوف السوبرماركت، وافرغوا الصيدليات من كل انواع الادوية وخزانات البترول في المحطات من البنزين والمازوت،
وجففوا الحنفيات من الماء وصادروا الضوء من المصابيح ورفعوا سعر ربطة الخبز وقلّصوا وزنها، وسرقوا ودائع الناس و «نتفوا ريشهم» ..
وتقول لي يا صديقي انك خائف من فئران استراليا؟
وماذا تقول عن الذئاب والضباع والثعالب والعقارب في بلداننا الذين سلخوا جلود الناس وهم أحياء؟
لكم تآخينا يا صديقي في لبنان مع الفئران والبراغيت ونحن نحمل اطفالنا كالقطط من تهجير الى تهجير داخل وطننا؟!…
وما زلت تخيفني بفئران مادجي وكانويندرا وضواحيهما وبوطاويط الهانترز هيل؟.