تؤثر ثقافة عدم الاحترام على حياة النساء ومعيشتهن وعافيتهن. عندما تكون مستهدِفة ومبنية على أساس الجنس، يمكن أن تطبّع السلوك الذي يجعل النساء يشعرن بعدم الارتياح، وعدم الأمان، ويُعاملن بعدم مساواة وبأنهن سلعة.

أمثلة عدم الاحترام تجاه النساء كثيرة لكنها تشمل «لوم الضحية» أو الافتراض بأن المرأة كانت «تطلب» خطوات غير مرغوبة أو سلوكا عدوانيا.

هناك حالات أخرى تشمل «التصغير» أو اعتبار حوادث عدم الاحترام جُنَحًا اجتماعية وليست سلوكيات يجب تصحيحها وتعديلها.

وأخيرا، «التعاطف مع الذكور»، أو رغبة قوية في تجنب لوم الذكور، يمكن أن يجبر النساء على الصمت خوفا من الإقصاء.

ومع أن هذه الرسائل قد تبدو حميدة في حالات معينة، فإنها تنتقل عن غير قصد من جيل إلى جيل في منازلنا، ومدارسنا وغيرها من أماكن الرعاية. بدون ملاحظتها أو مع تشجيعها حتى، يعكس شبابنا الرسائل التي يسمعونها من البالغين، مما يمكن أن يؤثر على تجاربهم ومواقفهم.

بحسب Our Watch وهي الجمعية الوطنية الرائدة في الوقاية الأولية من العنف ضد النساء وأطفالهن في استراليا، فإنه بسبب ثقافة عدم الاحترام هذه يعتقد شباب اليوم أن «الإهانات والتحرشات اللفظية ليست شيئا يدعو للقلق».

تكشف أبحاثهم أيضا أن كل مراهق من أربعة مراهقين لا يعتقد أن الأمر خطير إذا لجأ «صاحبهم اللطيف عادة» إلى استخدام الاعتداء الجسدي عندما يتجادلان.

والأكثر من ذلك، أن واحدا من كل خمسة شباب يعتقد أن هناك أوقاتا تتحمل فيها النساء بعضا من المسؤولية عن الاعتداء الجنسي.

بينما لا يؤدي عدم الاحترام إلى العنف دائما، فإن هناك صلة واضحة بين العنف تجاه النساء ومواقف عدم الاحترام وعدم المساواة على أساس الجنس.

وكما أفاد مكتب الإحصاءات الأسترالي، فإن هذا قد ترك واحدة من كل ست نساء عرضة لاختبار أشكال من العنف الجسدي والجنسي من قبل شريك يشاركها السكن، من عمر 15 عاما. وتشير بيانات من المعهد الأسترالي للصحة والرعاية إلى أن امرأة واحدة تقتل في أستراليا كل تسعة أيام على يد شريك لها.

أفضل وسيلة للقضاء على عدم الاحترام تجاه النساء – والتي يمكن أن تساعد في الحد من أعمال العنف والإيذاء والتحرش – هي إيقافه في البداية. أي، معالجة التأثيرات المحتملة في المنزل والمجتمع الأوسع التي قد تعزز ثقافة عدم الاحترام.

الخطوة الأولى هي مراجعة الذات، وتصحيح أي تعليقات أو مواقف أو عدوانية، والتي قد تنتقل إلى الأطفال أو الشباب الذين هم تحت رعايتنا، والتي قد تؤدي إلى تطبيع عدم الاحترام تجاه النساء.

الأمر التالي هو إعادة النظر في أي حدود ثقافية أو مجتمعية قد تتحدى المساواة بين الجنسين أو تعزز موقف عدم الاحترام، مما يجبر النساء على الصمت خوفا من الانتقام.

أخيرا، تبني تعليم الأطفال الاحترام كأداة قيمة يمكنها أن تؤثر على تجاربهم وعلى المجتمع الأوسع بشكل إيجابي.

قد يكون التحاور القائم على الاحترام  موضوعا يصعب طرحه  حيث قد لا يشعر الأهل بأنهم يحسنون الموقف أو أنهم يزعجون أطفالهم.

مع ذلك، فإن هناك طرقا لفتح الموضوع يمكن أن تكون أقل تصادمية:

1-  كونوا مستعدين للتحدث مبكرا وأحيانا كثيرة.

قد تكونون في السيارة، تتسوقون، تحضرون العشاء، تشاهدون التلفاز أو تمشّون الكلب. كونوا مستعدين للتحدث عندما ترون أو تسمعون شيئا غير مرتاحين إليه عندما يسألكم طفلكم سؤالا أو يريد التحدث معكم.

1- فكر بأمثلة

قد تجدون أنه من المفيد توضيح نقاطكم بأمثلة من التلفاز أو مواقف أخرى رأيتموها سوية.

2- كونوا صادقين.

دعوا أطفالكم يعرفون أن الاحترام وعدم الاحترام ليست قضايا بسيطة.

3- اطرحوا أسئلة.

اسألوا أطفالكم كيف يشعرون وبماذا يفكرون خلال الأحاديث.

4- استمعوا إليهم.

تذكروا أن المحادثة تعني الاستماع بقدر ما تعني التكلم.

  

5- علموا بالقدوة.

كأهل، أنتم معلمون مهمون لأطفالكم. كل يوم يشاهدونكم ويستمعون إليكم. ما تقولونه وتفعلونه يؤثر على مواقفهم وسلوكياتهم.

لمزيد من المعلومات حول مكافحة ثقافة عدم الاحترام، إلى جانب طرق لمعالجة عدم الاحترام في شبابنا والمجتمع الأوسع  توجه إلى

Home