كان الفلسطينيون يستعدون لإحياء ذكرى النكبة، ليجدوا أنفسهم يشيّعون شهداءهم ويحصون جرحاهم ؛ وليجدوا أنفسهم أمام حلقة جديدة بعد “الرصاص المصبوب” سنة 2008، و”عامود السحاب” سنة 2012، و”الجرف الصامد” سنة 2014.

أمّا الذي تغيّر فهو أن معظم العرب باتوا في الضفة الأخرى وترجلوا من الباص الفلسطيني. ومن شاهد أمس الأول السبت تظاهرة سدني دعماً لحقوق الفلسطينيين يكتشف أن عرب القضية الذين خلت منهم الأرض بين المحيط والخليج ، ما زالوا موجودين بإيمانهم وصلابة مواقفهم في الخارج.

فقد احتضنت شوارع سدني أمس الأول الآلاف الذين تجمّعوا أمام التاون هول إحتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة ودعما للقضية الفلسطينية ونصرة للقدس والأقصى. والصورة كانت مشابهة في كل من ملبورن وادليد وهوبارت وبيرث.

كما خرجت تظاهرات حاشدة يوم السبت في كل من الولايات المتحدة واليابان ونيوزيلندا وعدة مدن أوروبية..

أستراليا الموضوفة بأن سياستها الخارجية غير مؤيدة لحقوق الفلسطينيين احتضنت حشداً لم تشهده من قبل لنصرة قضية فلسطين وربما كان الأكبر في العالم.

ولو علمنا كم دولة عربية منعت التجمعات لنصرة الفلسطينيين ندرك أهمية المشهد الأسترالي!.

ولو علمنا كم كانت نسبة الأنكلوساكسون في تظاهرة السبت في سدني لعرفنا مقدار الخجل الذي يعترينا من عروبة تأكل منتجات المستوطنات التي هاجم سكانها حي جراح في القدس، ومن عروبة استفلّت قطار حيفا ? دبي  وحيفا -أبو ظبي المحمّل سعيداُ بكل ما لذّ وطاب. ومن عروبة تضيق ب “دشاديشها” منتجعات طابا ونهاريا وسواهما؟!.