“كورونا ” أخذت بالجسد وأعطت بالروح!
أنطوان القزي
جائحة كورونا التي زلزلت العالم منذ 14 شهراً ولا تزال وخطفت أكثر من مئة مليون روح حتى اليوم، زرعت في مكان آخر إيجابيات كثيرة لدى البشر من القيم التي تزخر بها العناوين على ألسنة متعافين من أهل غلم وإعلام وأعمال، ولضيق المكان هنا، نذكر نموذجاً صغيراً عنها:
يقول الإعلامي كريستيان أوسي بعد تعافيه من الوباء:
وصلت الى الضفة المقابلة، بشعور عميق بالراحة، :
و بالقناعة الراسخة بأن المحبة وحدها تبقى الرابط ولا مكان بعد اليوم لأي خلاف و تباعد وسوء تفاهم.
تجربة صعبة…صحيح، الّا ان لكل تجربة عبرة:
خرجت من محنتي مُعَزّزاً بالايمان بالرب، متيقناً بعمق العلاقات الانسانية التي تظلّ الأسمى.
لن أذكر الجميع لأن اللائحة تطول.
وكشفت مقدمة البرامج والممثلة إيميه صيّاح عن تجربة عاشتها مؤخرًا مع شخص عزيز على قلبها صارع فيروس كورونا لمدة شهر واستطاع أن ينجو وينتصر.
وغرّدت إيميه عبر حسابها على “تويتر” قائلة: “اسمحوا لي بتغريدة إيجابيّة فيها أمل بظلّ هذه الأجواء السلبية، هناك شخصًا عزيزًا على قلبنا جدًا صارع كورونا أكثر من شهر.. تعب كثيراً وأتعّبنا معه.. خفنا كثيراً.. بكينا أكثر.. لكن لم نفقد الأمل.. إيماننا كبير.. صلّينا وصلّينا.. والحمدلله رجع لنا. انتبهوا على صحتكم وعلى الذي تحبّوهم”.
وقالت عبلة مرشج في صحيفة الوطن السعودية:
على الرغم من سلبيات كورونا الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي تأثرت بها المجتمعات البشرية دون استثناء، ومع استمرار وجودها بيننا واصطيادها كل يوم لعدد غير قليل من البشرية في شتى أنحاء العالم، مع التعافي الموجود والوفيات يومياً، فإننا لا نستطيع أن ننكر الإيجابيات العميقة للجائحة، والتي لامست جوانب حياتنا سواء المجتمعية منها والاقتصادية والسياسية والأمنية، وانعكس تأثيرها على سياسات وإجراءات مؤسسية وسلوكيات مجتمعية وفردية.
ويروي المتعافي محمد الشرقاوي وزوجته فاطمة الموسى من الإمارات أنهما شُفيا من «كورونا»؛ بعد إصابتهما بالفيروس:.
كما نبهتنا التجربة القاسية إلى أن الإنسان لابد أن يلتزم تماماً في كل أمور حياته، فالموت قاب قوسين أو أدنى من الإنسان؛ لذا فقد توجهت بالدعاء المتواصل لله، قائلاً: «يارب إن كان هذا المرض سيكون سبباً في موتي، فسامحني على كل تصرفاتي الماضية، أما إذا شفيت فزد إيماني، وساعدني أن أتقرب منك».
يقول د. عبدالمحسن الداود في صحيفة الرياض:
علمتنا “كورونا” أهمية الأسرة وجمال الالتفاف الأسري، وحلاوة الاجتماع معهم، وكيف أهملنا الاهتمام بهم في لحظات نموهم الصعبة، وكم مقدار المحبة التي نكنها لهم، وكيف أن التضامن فيما بين أفراد الأسرة يقرب المسافات بينهم بشكل أعمق مما كان سابقًا، يتعرفون على أشياء جديدة في حياتهم لم يكن الوقت يسمح حتى بالحديث عنها، أو الحوار حولها، واكتشفنا مهارات مختلفة في الطبخ والهوايات وحتى المرح..
علمتنا “كورونا” أهمية القيم المجتمعية في ظل حياة مادية طغت فيها الأنانية والفردية على تصرفاتنا، فقدم لنا فرصة لمراجعة الذات لنتعرف على جوهر حياتنا الحقيقي بجمالها وأخلاقياتها التي هي جزء أصيل من قيمنا الدينية. لقد قدم لنا “كورونا” فرصة حقيقية لقياس سلوك المجتمع في تمسكه بالقيم الإنسانية النبيلة المتمثلة في التضامن والتآخي والمبادرة والمسؤولية الاجتماعية.
حتاماً ، كورونا أخذت بالجسد وأعطت بالروح؟!.