وديع شامخ
رئيس تحرير مجلة «النجوم»
أيها الأنسان الشقي يا شبيهي لماذا تُبكّر يوميا لحزنك َ
الحياة واسعة جداً وضيقة جداً أيضا . الحياة بيضاء وسوداء ، حمراء وصفراء ، مطر وقحط ، جبال وسهول ..
لعبة وهدف ، غالية ورخيصة ، مكيدة ورسالة ، كلمة وصمت .
الحياة قوس قزح وندم ، فرح وعقوق ..
ثنائيات لا تنتهي ، أجراس من نحاس الروح لا تكف عن الرنين .
الحياة بابٌ ونوافذ ..
……………………….
الحياة غابة فلا تكن ملكاً فيها ولا عبدا
الحياة صالة فلا تكن قطعة أثاث .
لاتكن لوحة ديكور
ولا لساناً سليطاً يتدلى على نقائص القيم
الحياة فرح لا تفسده بجموحك ، ولا تحنطه في طموحك .
لاتضع حياتك بين قوسين
ولا تهذي على النوافذ
…………………………………..
الحياة لحظة في شريط سينمائي
تترابط به الذاكرة مع الواقع ، الفعل مع الأمل ..
لكن هذه الحياة لا تعاش مرتين .
لامعنى للتذكر ..
النسيان الفعّال أجدى
……………………………………
من قال للحياة أن تمر على أنوفنا من غير إذن
فرمانات الألهة
سلاطين ورياسات.
شياطين من وهم ؟؟
الحياة التي نريدها نحن نصنعها بوفرة عالية من الحب والاختلاف الخلاق.
…………………
لماذا ايها الأنسان يا شبيهي في الإنتصاب وانت تبدأ يومك في الحبو تحت اقدام العبودية
لا تشرب قهوتك إلابمرارة
ولا تفتح يومك إلا بالأسى
من يكبلك
أيها الأنسان غير أنت ِ
………………………..
الحياة باب
من خشب روحك ومطرقة إرادتك
أدخل لها بلا ندم
حين تكون نجار خشبها وحداد مطرقتها
وحارس حبها
الحياة أيها الأنسان ليست رحلة شقاء وإبتلاء .
الحياة مرأة ليومك
صوت آخر يناغي صوتك
……………..
الحياة ليست بئرا فلا تكن» نرسيس»
إمعن النظر في ملامحك .. في تجاعيدك .. في هالة الظلمة حول حول عينيك .
قبل أن ترى الباب سوراً ، والنافذة سجناً .
الحياة مدرسة ..
كن تلميذاً أبدياً لتنعم في سرها
…………………………………………………….
أيها الأنسان يا شبيهي الغالي
لا اريد لك باباً من خشبي
ولامطرقةً من نحاسي
دعنا نمرّ معا من بوابة تسعنا
أيها الأنسان المكابر
دعنا نبتكر لغة للحوار
خذ أبجدينها
خذ قسوتها
خذ ماتشاء
واترك حرفاَ واحداً أصوغه ذهب الكلام وفضة الصمت ، باباً ونوافذ
وزقزقة عصافير ولغوا
لا اصنع قفصاً لنا
لا اقمصةً للعري
قوس قزح مدينة المحبة والوانها
………………………………….