أثارت تغريدة لمرشح الكونغرس الأميركي من أصول فلسطينية، عمار كامبا نجار، الجدل، أمس الثلاثاء، إثر نشره صورة له مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك. وعمار نجار (31 عاما) المرشح عن الدائرة 50 بولاية كاليفورنيا هو من أب فلسطيني وأم مكسيكية، وهو حفيد القيادي الشهيد أبو يوسف النجار، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في «عملية فردان» – في بيروت عام 1973، والذي اعتبرته إسرائيل عضواً في منظمة «أيلول الأسود» التي خططت ونفذت «عملية ميونخ» عام 1972 التي أسفرت عن مقتل 11 رياضيا إسرائيليا. وقال نجار في تغريدته التي أرفقها بصورته مع باراك، يوم الثلاثاء، «في العام الماضي، التقيت وجلست مع رئيس الوزراء السابق والكوماندوز الأسطوري إيهود باراك لصنع السلام. أولئك الذين يعرفون التاريخ هنا، يعرفون أن هذا قد يكون أحد أقوى الأعمال نحو مستقبل سلمي بعيدا عن الماضي المؤلم الذي شهده جيل». ويعتبر نجار من أكثر الأشخاص إثارة للجدل، إذ اتهمه منافسه من الحزب الجمهوري في 2018، دنكان هنتر، بأنه «حفيد إرهابي كبير». كما حملت وسائل إعلام إسرائيلية ولوبيات مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة على أصول الشاب.
وحاول نجار، حينها، النأي بنفسه عن مشاركة جده في عملية ميونخ، وقال في تصريحات سابقة لصحيفة هآرتس الإسرائيلية «بصفتي مواطن أمريكي يعيش في القرن الحادي والعشرين، لن أتمكن أبدا من فهم الدوافع وأعمال جدي». وهذا العام، يتهم منافس نجار عن الحزب الجمهوري، داريل عيسى، من أصول لبنانية، بأنه يصرح للإعلام بدعمه لإسرائيل، إلا أن ذلك ليس موقفه الحقيقي. ونشر عيسى تغريدات على تويتر قال في إحداها «أنت مدين لصحيفة جويش إنسايدر باعتذار عن الكذب على استبيانهم. إن إخبار المتبرعين المناهضين لإسرائيل أنك لا تأخذ «الأموال الصهيونية» هو نوع من اللغة العنصرية المثيرة للاشمئزاز والتي لا ينبغي أن يكون لها مكان في سياستنا». وأضاف عيسى في تغريدة أخرى «لا بد أنك تمزح معي يا عمار. أنت تعارض حل الدولتين، بمعنى أنك لا تريد أساسا وجود إسرائيل كدولة يهودية وأنت تعارض خطة كوشنر للسلام. آه، وقمت بعمل فيديو دعائي معاد لإسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية. نعم، أنت لا تدعم إسرائيل».
وأعاد عيسى نشر مقال لموقع «بريت بارت» كشف عن تبادل النجار رسائل دردشة على «واتساب» عارض فيها تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، على الرغم من إعلانه علنا ??أنه يدعم السلام. ولدى اللوبي الإسرائيلي تأثير قوي على الكونغرس الأمريكي بشقيه. وهناك تاريخ طويل من التأثير منذ بداية سبعينات القرن الماضي، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف الحملات الانتخابية وحاجة المرشحين لجمع التبرعات لتمويل حملاتهم الانتخابية وتعزيز حظوظهم في الفوز. وعلى الرغم من كل ذلك، فإن العديد من الاستفتاءات تظهر أن «إسرائيل تصبح قضية حزبية يوما بعد يوم»، أي أن المحافظين والقوى اليمينية في الحزبين الجمهوري والديمقراطي يؤيدون إسرائيل فيما يزداد التأييد للفلسطينيين بين صفوف الشباب والليبراليين والأكثر تعليما، بحسب استفتاء سابق لـ «إيكونوميست».
وانتزع الحزب الديمقراطي السيطرة على مجلس النواب في انتخابات 2018، بينما أبقى الحزب الجمهوري سيطرته على مجلس الشيوخ.