أسعد الخوري
المركزية- أصدر الكاتب والإعلامي أسعد الخوري كتاباً بعنوان «القوميّة اللبنانيّة في فكر فيليب سالم» تناول فيه تاريخ القوميّة اللبنانيّة وتاريخ لبنان الممتدّ منذ آلاف السنين، وصولًا إلى تأسيس دولة لبنان الكبير في أيلول 1920. لبنان الأرز والبخّور كما ورد في الكتب المقدّسة. لبنان المكرَّس والمقدَّس في ضمائر اللبنانيين مقيمين ومنتشرين في كل أصقاع الدنيا. اللبنانيون الذين ركبوا البحار بحثًا عن الحرية والثروة بعيدًا من مصطبة البيت ووروده الحمراء في القرى اللبنانيّة المعلّقة بين الأرض والسماء.
من البطريرك اسطفان الدويهي وما قبله وما بعده، الى يوسف السودا وميشال شيحا وجواد بولس وكمال يوسف الحاج وسعيد عقل وشارك مالك، وعشرات المفكرين والأدباء والشعراء الذين صاغوا أفكارًا وطرحوا آراءً متعددة عن تاريخ الفكرة القوميّة للكيان اللبناني. وصولًا، الى مفكّرين وأكاديميين طرحوا وناقشوا أفكارًا حول القوميّة اللبنانيّة، وبينهم الطبيب اللبناني البروفسور فيليب سالم ابن بلدة بطرّام في الكورة بشمال لبنان، وهي البلدة التي أنجبت الدكتور شارل مالك أحد منظّري ودعاة القوميّة اللبنانيّة البارزين.
واعتبر الناشر في مقدمة الكتاب “أنّ الفارِقُ بين مُفكِرَيْ البلدة اللبنانيّة الواحدة، أن شارل مالك صاغَ فكرة القوميّة اللبنانيّة، كما صاغها عديدون سواه، انطلاقًا من «مسيحيته» أكثر من «لبنانيته». أي أن «الفكرة المسيحية» كانت أساسًا لدعوته وإيمانه بالقومية اللبنانية. كما أن شارل مالك رفض دومًا انتساب لبنان الى العالم العربي، شأنه شأن مفكرين كثر… أما فيليب سالم، فعلى عكس هؤلاء، يؤكد على قوميةٍ لبنانيّةٍ تقومُ على أُسس لا طائفيّة ويتمسّك بمقولة أن لبنان يشكّل امتدادًا للعالم العربي. وأن «لبنان عربي من رأسه الى أخمصِ قدميه» وليس فقط «ذا وجه عربي». وينطلق سالم من هذه الفكرة ليطرح مقولة أن لبنان ليس «ذيلًا للعالم العربي ودوره أن يكون قائدًا للعرب»… وطرحه القومي اللبناني ينطلق من مبدأ أن لبنان وطن حيادي وغير طائفي.»
وأضاف: لبنان اليوم، في ذكرى مئويته يواجه مصيرًا صعبًا، فالكيان يهتزّ ويضطرب. لكن إرادة اللبنانيين تبقى أقوى من كلّ الصعاب والتحديات القاسية. إن القوميّة اللبنانيّة هي صيغة تجمع اللبنانيين على اختلاف مشاربهم ومذاهبم في وطن اسمه لبنان، ارتضاه أهله، ضمن مساحة 10452 كيلومتر مربع، بجباله وسهوله ومدنه وقراه وغاباته، وأرزه الخالد، وبحره الأزرق شرفته على العالم وعلى دنيا الله الواسعة.
وختم: اليوم، هل ينهض لبنانٌ جديد من بين ركام الدّمار في بيروت ومينائها وأبنيتها الأثرية؟ …هل ينهض لبنانٌ جديد من حطام البؤس والإفلاس والبطالة والضياع؟ هل ينهض لبنانٌ جديد من واقعٍ لبناني مؤلم ومُفجع؟ أم أن «لبنان الكبير» يتحوّل الى وطن للرحيل والهجرة، حيث ينهار تحت وطأة المحاصصة وفساد أهل السلطة؟