أنطوان القزي
صحيح أن أستراليا هي من أفضل الدول تعاملاً مع وباء كورونا، وصحيح أنها ثالث أفضل دولة في العالم في توفير المعاشات التقاعدية لسكانها،وصحيح أنها ضمنت منذ اليوم لقاحاً لكلمواطن أسترالي ضد الوباء المستجد.. لكن الدعسات الناقصة كثيرة في بلاد الكنغر وخاصة على مستوى التفرقة الإجتماعية إن لم نقل العنصرية!.
طبعاً هذا الكلام لا يعفينا من محبتنا وتقديرنا وولائنا لهذه البلاد العظيمة. لكن الملاحظة قد تفيد حتى ولو كان مفعولها كمفعول حبّة الأسبرين.
ففي الأسبوع الماضي ، أطلّ رئيس بلدية كانتربري – بانكستاون كال عصفور على الأقنية التلفزيونية (7 و9 و10)، ليس ليدافع عن نفسه بل حاملاُ همّ سكان دائرته البلدية.
عصفور أخبر “التلغراف” أن حكومة الولاية رصدت للبلديات المدمجة حديثاً أموالاً ومنحاً بقيمة 252 ألف دولار، ورغم أن بلدية كانتربري – بانكستاون هي من البلديات المدمجة لا بل أكبرها ، فإنها لم تعلم بهذه الأموال إلّا في شهر أيار مايو الماضي من خلال وسائل الإعلام ، وأضاف:”اكتشفنا أن 95 بالمئة من الأموال المرصودة ذهب الى البلديات التي يحكمها الأحرار والى بلديات غير مدمجة حديثاً، علماً أننا قدّمنا طلباً سنة 2018 لإعطاء سعفة مالية بسبب الظروف الإقتصادية وأجابونا:” لا يوجد مال”؟!.
وتحدث عصفور على الشاشة كشاهد ضمن تحقيق عام حول هذا الموضوع.
طبعاً نحن غير معفيين أيضاً من الدفاع عن مناطق غرب سدني حيث يعيش معظم أبناء جاليتنا.. فنحن أستراليون مثل مواطني مناطق هورنزي ومانلي ونورث شور! ونحن قلب سدني النابض من الناحية الإقتصادية.. فلماذا تصنع حكومة الولاية بملء إرادتها حدوداً بين الضواحي الشرقية والشمالية المتخمة وبين ضواحي جنوب غرب سدني التي تمعن الحكومات في حرمانها؟!.
ولو يهتمون بهذه المناطق مالياً بنسبة ربع ما يهتمون بها إعلامياً، تكون الدنيا بألف خير.
أعتقد أن الحرمان نتيجته العنف، والحرمان اليوم تسببه السلطات المسؤولة والمثل الشرقي يقول:” القلّة بتجيب النقار”؟!
وإذا كانت المصلحة الإنتخابية اليوم تغري الحكومة المحلية في تعاملها مع البلديات ، فإن نتيجة ذلك الإجتماعية ستكون بسلبيتها أضعاف أضعاف ما منحته الحكومة من مال للضواحي “الراقية” طبعاً بنظرها ، وعندها لا فائدة من الندم.
يا جماعة،ضواحي المدن الفقيرة في العالم خطيرة وخطيرة جداً واعتقد ان حكومة نيوساوث ويلز تعي ذلك و”تطنّش” لأنها تضع النظارات السوداء التي تجعلها ترى كل وجه على أنه :أبيض”!.
فمن باب المعرفة بالأمور، ومن باب الغيرة على المجتمع الأسترالي ، ومن باب الحرص على حقوق الإنسان في هذا المجتمع، أعدلوا ولا تفرّقوا . واقرأوا عن الضواحي الباريسية وما جنته على فرنسا، حيث اعترفت باريس بأخطائها بعد فوات الأوان.