> الحكومة، حكومتان اليوم، سواء حول ملف عرسال أو ملف التعيينات الامنية والعسكرية، لكن لا دخان ابيض من السرايا الحكومية قبل عودة رئيس الحكومة تمام سلام من السعودية الاربعاء، وعقد جلسة لمجلس الوزراء في اليوم التالي.

الذي كان مفاجئاً ما وصف بـ»التطور الدراماتيكي» في موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي تبنى الطرح القاضي بتعيين قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز قائداً للجيش، مع الاخذ بالاعتبار الاداء الممتاز للعماد جان قهوجي.

هكذا بعبارة واحدة يكون قهوجي على عتبة القصر الجمهوري، وفجأة يقال له: (الرجاء ملاحظة صيغة النص) «نأخذ بالاعتبار اداءك الممتاز»، بالطبع «.. وأنت عائد الى منزلك». المعروف ان جنبلاط لا يحب ان يتولى عسكري القصر الجمهوري، مع انه كال مديحاً للرئيس ميشال سليمان.

الشلل السياسي

وليد بيك، ليس خائفا من اي انفجار امني، ترسانة «حزب الله» تعمل خارج الخريطة اللبنانية الضيقة، وتيار المستقبل ابعد ما يكون عن لغة السلاح، الخوف من الشلل السياسي إذا قاطع التيار الوطني الحر ومعه «حزب الله» وآخرون الجلسات الوزارية، فيما المجلس النيابي (المعطل على كل حال) دخل في «البيات الصيفي»، وموقع رئاسة الجمهورية شاغر.

حكومة تعيش على الاقراص المهدئة، والمثير ان هناك داخل تكتل التغيير والاصلاح من «يظن سوءاً» بطرح جنبلاط، بعدما جاء من يسرب كلاما عن لسانه مفاده ان افضل طريقة لابعاد العماد ميشال عون عن الرئاسة، هي الاتيان بصهره العميد شامل روكز قائداً للجيش.

مبادرة «حزب الله»؟

وشخصية قائد الجيش تعني «حزب الله» أكثر مما تعنيه شخصية رئيس الجمهورية الذي يكاد يخضع في اختيار ربطة عنقه، لمجلس الوزراء.

وثمة من يردد بأن جنبلاط يراهن على ان يقوم «حزب الله» باقناع حليفه (الاستراتيجي) بالعزوف عن الترشح للرئاسة، على ان يسمي هو الرئيس العتيد، شرط الا يسمي صهره وزير الخارجية جبران باسيل الذي يقال انه اذا كان وزير الخارجية الاميركية الاسبق هنري كيسنجر قد عرف بـ»دبلوماسية المليون كيلومتر»، فإن خصوم باسيل يقولون انه قطع نصف هذه المدة خلال عام واحد، حتى اذا اصبح رئيسا فقد ينقل القصر الجمهوري الى الطائرة!

أنا الرئيس

حتى الآن معادلة الجنرال هي «انا رئيس للجمهورية وشامل قائد للجيش وجبران وزير للخارجية». هكذا يكتمل «الثالوث الاقدس»، كما يقول الخصوم بتهكم.

اما جنبلاط، فيقول: «شامل قائد للجيش، وعون «لاستراحة المحارب»، فيما كان لافتا قول وزير الدفاع سمير مقبل، وهو من فريق الرئيس سليمان، انه لا يمكن البت بوضع قيادة الجيش قبل سبتمبر، فالتمديد لقهوجي ينتهي في 12 تسرين الاول اكتوبر.

ماذا يقول الخارج؟ لوحظ ان هناك جهات دولية وعربية شديدة الاهتمام بوضع المؤسسة العسكرية في لبنان، كونها المؤسسة الوحيدة المتماسكة، ولان مخاطر داخلية وخارجية تحدق بلبنان لتكون مهمة الجيش اشد اهمية.

بانتظار الشيخ سعد

جنبلاط الذي اتصل بأكثر من جهة، ناقلا وجهة نظره حول تعيين روكز وتفادي «هزات قاتلة»، وضع رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري في خلفيات، وتفاصيل موقفه، على ان يجيب هذا الاخير غدا، وقبل جلسة مجلس الوزراء. الكل بانتظار ما يتفوه به الشيخ سعد.

وتقول اوساط تيار المستقبل، مثلما اوساط جنبلاط، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري: سقوط الحكومة محرم، فالساسة يلاحظون ان مخاوف السفراء الاجانب تتنامى، فقوة «داعش» فاقت كل التصورات (هناك وزير لبناني نقل هذا الكلام حرفيا عن السفير الاميركي ديفيد هيل، ودون ان يكون السفير الروسي الكسندر زاسبكين بعيدا عن هذا القول).

من تدمر إلى حمص

هؤلاء السفراء يقولون انه عندما يصبح «داعش» في تدمر، تكون الخطوة التالية في حمص التي لا تبعد عن الحدود اللبنانية سوى عشرات الكيلومترات، ليضيفوا ان المنطقة قد تكون على عتبة حدوث انقلاب في العلاقات لمواجهة الخطر الذي يدق كل الابواب.

من الحريري إلى روكز

وفي سياق متصل بالملفات التي تشغل الساحة، صرح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس بان عرسال «لم تعد مسألة خلافية نظرا لدخول الجيش اليها في ظل تأييد اهلها لهذه الخطوة». اضاف «ان استحقاق تعيين قائد للجيش لن يأتي الا بعد تنفيذ كل المجريات القانونية اللازمة»، متوقعا «حدوث تعثر في الحكومة في مكان ما، لكنها لن تستقيل»، متخوفا من تداعيات «ازمة التعيينات الامنية».

وقال نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري انه نقل الى العميد روكز من الحريري انه معه ليكون قائدا للجيش، انما بعد انتخاب رئيس للجمهورية، وسواء كان العماد عون او لا.