سميرة عباس التميمي

رفات القديس هنا
لا..لا بل هناك
كان هنا !
خبز ونبيذ وصباح أحد
وبطرس يُسمعنا
أجمل التراتيل
هناك ضجة, هناك حدث
جموعٍ تحتشد
حول القيصر ؟
أم بركة القديس يتلقون ؟
أو هم حول ضحية ما يتجمعون ؟
صفيرٌ وهتافات
صراخٌ واعتراضات
وأمٌ بلا أمل …بلا حياة
متكئة على جدران مسرحٍ
تنتظر … لتلملم بياضات
ابنها الدامية
روما شوارعكِ آثمة
ساحاتكِ تنزف
كم قديسٍ صلبتِ ؟
كم ملكةٍ أبكيتِ ؟
وكم امرأة بقرتِ بطنها !
نساؤكِ آثمات
قديسات
على الحبر الأسود
في مدونة التاريخ
رابضات
أصفاد الأسر الذهبية
ترن حول معصميّ زنوبيا
خطاها ثقيلة
مثقلة بمجد تدمر وأُذينة
روما
أتنهد أحزان الأولين
على قاربٍ صغير
في جنادل البندقية
طرق تمضي
بين أبنية باذخة
وقِباب ذهبية
فإلى متى ستصلي
لرب السماء
وهي ترقد على دموع خطاياك
وقد أغرقها الأثم
حتى نوافذ العشاق والمصلين
بلاهوادة أمسك قلمي
لأ أؤكد آراء غاليلو
واسلافه
ان الأرض تدور
وإن ابتسامة موناليزا
ليست بمعجزة
حفلة تنكرية… مسرحية هزلية
والمشارك واحد
قيثارتك تعزف
لألهبه سوداء ترتفع
روما تحترق
ضحكات هستيرية
عينان شريرتان
ترقبان
ظفيرة شقراء تحترق
نوح حمام
وشجرة خضراء هاوية
وإمرأة من قاع البحر
هاربة.. ناجية.. فرحة
تتلفق السيوف
صارخة
ابقروا .. ابقروا البطن
التي أنجبت هذا السفاح
نيرون
نساؤك ..مُلك يمينك
وسيوفك تحت أقدامك
تدخل بلاد اليونان
بأوهامٍ عن بطولاتٍ رياضية
وتخرجُ بقيثارتك
مؤولاً أناشيد هوميروس
لتحرق حسناوات روما
وحصان طروادة
أملاً, اسمك بين نجوم السماء
مكتوب
ودماء بطرس وعينيّ ماريا مكدلينا
مشاعل نور
في ظلام روما
روما تحترق
وغاليلو في غيهاب الظلام
يقول الأرض تدور
وللمشتري أربعة أقمار
يسبحون في ملكوت الله
نيرون
احرقت روما
وطيور الكناري
في
قوارب البندقية
ومهرجانات الحب
ودموع قناديل الكنائس
جداول بين الصخور تجري
تماثيلك ناطقة بالأثم
ترتقب اللحظة
لتكسر صخرة الرب على الأرض
فهل من صنعة أجدتها غير التجارة بالنساء
وحرق البلدان وكتب السماء !
أنفاس الملائكة من الكهوف تدركك
تخافُها
ترتعشُ
تهبُ بقيثارتك خلف ألهبة روما السوداء
منادياً الشيطان
أنقذوني..أنقذوني, هذا النقاء يخنقني
ترقص سالومة, رقصتها الأخيرة
وعلى فراشك, تنشر ميسالين فجورها
وفجور روما
وأبى الله ان يعطي مفاتيح
ملكوت الأرض والسماء
لغير رسله