أنطوان القزي

 

“جاهز للكلام، وغائب عن السمع”. هذا هو الرسم البياني لحسّان دياب.

يقولون في القرى”ما بيقشع وما بيسمع وبيروح وما بيرجع”

الرجل فعلاً يثبت كل يوم أنه يعيش على كوكب آخر وحوله مجموعة من رجال الفضاء ،عفواً، الوزراء ينظرون الى المواطن اللبناني عبر التلسكوب.

ما كاد رئيس الجمهورية يستند الى موقف وزير خارجية فرنسا إيف لودريان لإبراز إيجابية خطوة التدقيق المالي، حتى خرج حسان دياب من مجلس الوزراء ليهاجم وزير خارجية فرنسا ويصفه بأنه جاهل لا يعرف شيئاً عن الإصلاحات التي أنجزتها الحكومة الديابية ( لاحظوا كيف يصر دياب على حديث الإصلاحات ولا يخجل).

رئيس حكومتنا عصَبَ عينيه كي لا يرى ما قدمته وتقدمه فرنسا للبنان: لا عبر المساعدات والمشاريع التي تقدمها المؤسسات الفرنسية ولا عبر مؤتمراتها الدولية التي عقدتها لمساعدة لبنان من باريس 1 و 2 و3 وسيدر، ولا عبر المساعدة الأخيرة التي حملها وزير الخارجية إلى المدارس الفرنكوفونية التي لها الدور الكبير في بناء صورة لبنان الثقافي والحضاري.

والأغرب ان دياب وهو في طريق العودة الى السرايا غرّد قائلاً:”البلد عم يواجه تحديات استثنائية وهناك تفلت السلاح واعتداء على مراكز الأمن وكأن الأمور مش تحت السيطرة، وين الأجهزة الأمنية؟ وين القضاء؟ شو دورهم بفرض هيبة الدولة؟ كيف فينا نفرض الأمن بمنطقة وما فينا نفرضه بمنطقة تانية؟ يلي عم بصير ما بده توافق سياسي، بده قرار أمني جدي وحازم”!..”.

نعم هذه تعريدة رئيس حكومة يتوجّه الى رئيس حكومة فعلي- غائب.

وسرعان ما غرّدت نائبة رئيس الوزراء وزيرة الدفاع زينة عكر متساءلة: “نحن الحكومة التي تأخذ القرارات فلماذا لا يتم التنفيذ بشكل سريع؟ المطلوب اتخاذ قرارات جريئة وفورية وعدم تضييع الوقت والتأخير في إجراء اللازم”. واذ اعتبرت أن دور الحكومة هو العمل والانتاج، ختمت: “لمن نشكو؟ نحن الحكومة والقرار عندنا والمسؤولية علينا”.

 

“لا تندهي يازينة ما في حدا”

فرئيسك لا يعرف ماذا يحصل تحت ، في شوارع الناس، وهولا يرى بسطات القناديل والفوانيس في عتمة بيروت وهو يصرّ على ” أن هناك”حالة فجور تمارس على الدولة ووجود إدارة خفية للمافيات التي تتحكّم بالبلد قد تكون مافيات سياسية وقد تكون مافيات تجارية”. وشدّد على “أن جزءاً كبيراً من المشاكل التي نراها هو مفتعل. البلد يعوم فوق بحيرة من المازوت، لكن التجار يخفون المازوت حتى يبيعوه في السوق السوداء، والبلد ممتلئ بالمواد الغذائية ويوجد في المستودعات ما يكفي البلد لستة 6 اشهر ومع ذلك فإن التجار يخفون البضائع”.

حسّان عندما دخل السرايا مبهوراً في تشرين، لم يقرأ العبارة التي تقول:”لو دامت لغيرك ما وصلت إليك”؟!.