بقلم رئيس التحرير / أنطوان القزي

 

قصة التوتر مع الصين ليست بنت ساعتها، وهي تعود لسنوات كثيرة، وعنوانها الأبرز هو الأطماع الصينية.

 

فبعد نزاع طويل بين بكين و دول مطلة على بحر الصين الجنوبي، وعلى وجه التحديد فيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، تصاعدت التوترات في المنطقة في الآونة الاخيرة. وعززت الصين تحديدا ادعاءاتها بالسيادة على أجزاء واسعة من هذا البحر عن طريق تشييد الجزر الاصطناعية فيه وتسيير الدوريات البحرية في مياهه.

بدأت الصين تطالب بجزر البحر الجنوبي بعد الحرب العالمية الثانية بعدما أخلتها اليابان التي كانت تستعملها كقواعد عسكرية.

وخاضت حربين مع فيتنام الجنوبية سنتي 1974 و1986

وما زالت التهديدات مستمرة بينها وبين الفليبين.

أما ماليزيا فلا تزال تطالب بجزر تابعة لها وكذلك تايوان .

بعد احداث ميدان تيان مين سنة ١٩٨٩ اعطت استراليا ٢٠ الف منحة لطلاب صينين كي يدرسوا في أستراليا مما أغاظ الصين.

في 15 يونيو حزيران سنة 2007 وجهت الصين انذاراً الى حكومة جون هاوارد بسبب استقبالها الدالي لاما

في يونيو حزيران سنة 2011 رفضت رئيسة الحكومة الاسترالية جوليا جيلارد مقابلة الزعيم الروحي لبوذيي التبت الدلاي لاما اثناء زيارته لمقر البرلمان الاسترالي ولكنها اصرت على ان رفضها لا علاقة له بالضغوط التي تمارسها الصين على القادة الدوليين لعزل الدلاي لاما الذي تتهمه بكين بالسعي لفصل التبت عن الصين.

سنة 2015 وصل الدالاي لاما، القائد الديني الأعلى للبوذيين بإقليم التبت ، إلى سيدني وبرفقته الممثل الأميركي الشهير ريتشارد غير وقاما بجولة استغرقت 12 يومًا للتوعية حول الحكمة من المغفرة والرحمة في عدة مدن أسترالية، لكنها لم يقبلا أي مسؤول رسمي أسترالي .

في أيار مايو تصاعد التوتر وسط توتر عندما انضمت فرقاطة أسترالية إلى السفن الحربية الأميركية في بحر الصين الجنوبي، بالقرب من مياه يشتبه في أن سفينة صينية تنقب فيها عن النفط

وما قصم ظهر البعير بين البلدين هو انضمام أستراليا في نيسان الماضي الى الدول التي تطالب الصين بإجراء تحقيق حول منشأ الكورونا في مدينة ووهان الصينية.

وتوترت العلاقات أكثر يوم الخميس الماضي حين أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون توفير ملاذ آمن في أستراليا لسكان هونغ كونغ بعدما أدخلت الصين القانون القومي الجديد حيّز التنفيذ والذي يعاقب مرتكبي الأعمال التخريبية بالسجن المؤبد. ما اعتبرته الصين تدخّلاً من أستراليا في شؤونها الداخلية.

وأخيراً لا ننسى أن الصين يغيظها ان تكون استراليا شرطي الباسيفيك وأن تربطها بالولايات المتحدة معاهدة دفاع مشترك.. فالإخطبوط الصيني مصمّم على السيطرة بأي ثمن على شرق آسيا، وعندما يتمكن من ترويض “شرطي الباسيفيك” تسهل مهمته العدوانية.