ساعدوا أهلكم!

 

 

 

أيها اللبنانيون في الإنتشار، ساعدوا أهلكم وقد ذبلت زهرة أحلامهم، ويبِسَ زرعُ حقولهم وتوقّف النبض في عروقهم.

ساعدوهم في بلادٍ أصبح فيها المواطن عميلاً إذا لم يركع ذليلاً لسلطة الأمر الواقع. في بلادٍ أصبح فيها القضاء مثل صيّاد “الجاروفة” ، يقضي على كلّ ما علق في شباكه، فتهرب الحيتان وتدور الدائرة على الأسماك الصغيرة!.

ساعدوهم في بلاد خنقت بأيديها نظامها التربوي وقضت على تراثها الثقافي، وها هي نجمة الشرقين الجامعة الأميركية تحتضر والمدارس الخاصة تقفل وبيروت أضاعت فستانها الأبيض!.

ساعدوهم في بلادٍ أعطت الدنيا نور الفكر والإبداع وأطفأوا منازلها ليصبح الوطن مظلماً مثل عتمة نفوسهم، في بلاد صادروا من بنوكها جنى أعمار الناس بعدما كانت مصارفها ملاذاً و”قجّة” للحالمين بشيخوخة رغيدة.

ساعدوهم وكونوا حبّة قمحهم بعدما أحرق الطغاة بيادرهم ومزّقت العواصف سنابلهم.

أهلكم يحتاجونكم وهم يعانون صنوف الرعب في سفينة تيتانيك جديدة يقودها قباطنةٌ هوجٌ من عندنا.

لن يعود السامري، لأن الفريسيين وتجار الهيكل أقفلوا منافذ الحياء وشرّعوا أبوابهم على اللؤم والوقاحة وخواء النفوس..

ساعدوا أهلكم وأخوتكم وأنسباءكم وأبناء مدنكم وبلداتكم وقراكم، ساعدوا مرقد عنزتكم وقد غزته الذئاب الكاسرة، ساعدوه لأنكم الإنتشارالأرفع من صغائر حكامكم، ولأنكم القرش الأبيض لأيام بلادكم السوداء.

ساعدوهم وقد جعلوهم فريسة الحقد والكراهية وتقاسموا ما تبقى من فتات الإفلاس بعدما انتهى زمن الجبنة.

ساعدوا أهلكم كي يصمدوا ويستمرّوا، أنقذوا تاريخكم الذي يشوّهه اليوم مرّاؤون وعشارون ومدّعو عفّة وهم رموز حقارة وتجارة.

ساعدوا الساكتين الذين “يعضّون” على جراحهم وهم ينزفون.

ساعدوا المرضى الذين يئنّون ولا بلسم لديهم ، ساعدوا الأطفال الذين ينتظرون العيد وهو يهرب منهم؟!

ساعدوا المؤمنين بأرضهم وقد جرّدوهم من اللقمة والليرة والمدرسة وحبّة الدواء.

ساعدوا بني جلدتكم أنتم الذين حباكم الله نعمة الهروب من ذاك الأتون الذي يغلي بدماء الذين لا حَول لهم.

أحسنوا إليهم “فإن الله يحبّ المحسنين”.