بقلم / وديع شامخ رئيس تحرير مجلة ‘النجوم’
في الدعوة الى المكوث « الحجر»البيتي هو تحقيق لأهداف سامية تخص رسالتك نحو ذاتك وعائلتك ومجتمعك ، وفي الحجر الصحي هناك مقاومة وجودك من عدمه ، وذلك باتباع سلسلة من الوصايا الصادرة من الجهات الصحية والمجتمعية .
وبين الحجر البيتي الطوعي ، والعزل الطبي المفروض مساحة واضحة ..
انها رغبة الكائن في تحقيق وجوده الطوعي أولا – برغم كل تقاليده الجديدة على انفلات حياتنا السابقة – وبين العزل تحت الوصايا. ..
الوجود والعدم سؤال فلسفي كبير ينبع من الفطرة ويتسلل الى الروح والعقل والبدن.
رغم وجودنا المتباين في ظل أنظمة قلقة كالعراق والكثير من الدول العربية ودول متقدمة ومنصفة كأستراليا . علينا أولا أن نمسك بصنارة الحياة الذهبية ونصطاد الموت بمهارة وقوة وعزيمة ، الموت الذي يعني وصولنا الى حافة الإنهيار القيمي في الخيار، الموت الذي يُضعف قوة الإرادة في العزلة التي نريد، العزلة الإيجابية ، الموت الذي يوصلنا الى موت القرار أولا وموت روح المسؤولية الخاصة والعامة.
بين الوجود والعدم .. مساحة بين الفيروس كورونا وسلسلة المعالجات البشرية المختصة،
بين لا مبالاتنا الشخصية وشبح الوباء المجتمعي ..
الوجودي يعني درء الجائحة ، والعدم هو التساوق معها.
ما أعلنته السلطات الصحية في سيدني يُبشر بالخير هو انعدام الاصابات خلال الايام السابقة مع شكر من قبل حاكمة الولاية الى المجتمع لالتزامهم في تعليمات الحجر وثقافتهم في تقبّل الوصايا كجزء مهم من الوقاية من كورونا ومحاصرة وجودها الى الوصول لعدمها وانتهاء فعاليتها الخبيثة في جسد المجتمع صحيا واجتماعيا واقتصاديا ، لذا جاءت فرص إعادةالحياة التدريجية بشكل ناجح في عودة المدارس للدوام الكامل ، وافتتاح مرافق الحياة الأخرى بنسب تواجد أكثر بأضعاف منها في الحجر والفترات السابقة ، بينما نُصدم حقا أن نسمع تقارير وزارة الصحة في العراق الى تصاعد نسبة الاصابة الى 1200 حالة مع ضعف الامكانيات الطبية، والمقلق هو عدم تفهم المواطنين لدورهم في الحد من هذا الوباء ، واهمال الحكومة في معالجة وضع العوائل الفقيرة ومساعدتهم اقتصاديا لتمكنهم من تنفيذ الحجر كما عملته استراليا وكل الدول الغربية.؟
إن استمرار هذه النتائج المخيفة في عدد الاصابات سوف يمهد لوضع العراق او بعض محافظاته كمناطق موبؤة وما يترتب على هذه القرارات من نتائج وخيمة صحيا واقتصاديا واجتماعيا .
ليتحمل الجميع مسؤولياتهم في العراق وليعرفوا ان الوباء خطير ومهلك أن لم يتم أخذه على محمل الجد .
الوجود لا يساوي العدم والحياة تعني، أن نعني سؤالها المقترن بالتشبث بوجودنا في الحياة كأفراد أصحاء وفاعلين .
…..
الحياة ليست ضربا من العبث الشخصي أو مسرحا لتبديد الطاقة الانسانية الإيجابية في متاهات الأفكار والشائعات بخصوص كورونا ، بوصفها مؤامرة دولية أو حرب بيولوجية بين الصين وأمريكا والغرب الكافر !
وكذلك كورونا ليست مؤامرة سياسية عراقية للقضاء على ثورة تشرين !
كورونا او كوفيد 19 فايروس خطير يهدد البشرية قاطبة من الصين الى الغرب وامريكا .
وفي ظل التطبيقات الاقتصادية المزمع اتخاذها في جدول التقشف الحكومي لابد من الحكمة في مواجهة كورونا من الشعب والحكومة معا .
الحكمة في الإصرار على تخطي الأزمة الصحية الوبائية أولا ، وترتيب الأولويات في حياة الشعب العراقي .
……..
لم يعد من الجدوى أن نترك سؤال الحياة وجدوى وجودنا الفاعل إزاء الاستهتار بفاعليتنا في الحياة وقدرتنا على تغيير الواقع بكل ايجابية .
لم يعد التسليم لواقع مريب صحياً وسياسياً وإقتصادياً مقبولا عند سؤالنا الوجودي الكبير « الحياة أم العدم «؟
لابد من مواصلة الشك وطرح الأسئلة ، لابد من تقديم الظن على الإعتقاد ، لابد من طرح العقائد القارة واستبدالها بأسئلة الحياة المديدة .
كورونا ليست مزحة أيديولوجية أو خياراً متاحا لطرف معين ..
لننتصر للحياة أولا والبقية تأتي .