حوار: خيري الكمار
تعد من أهم النجمات اللاتي يُجدن اختيار أعمالهنّ الفنية والتي تلقى دائماً نجاحاً جماهيرياً ضخماً منذ بدايتها وحتى آخر عمل عرض لها مؤخراً وهو مسلسل “الأخ الكبير». وتتواجد في رمضان الحالي في مسلسل “الاختيار”الذي يتناول قصة حياة الشهيد البطل أحمد المنسي والإرهابي هشام العشماوي الذي تجسد من خلاله شخصية زوجة الإرهابي، إنها النجمة دينا فؤاد التي ستتحدث في هذا الحوار عن عدة موضوعات.
كيف تم اختيارك للمشاركة في مسلسل “الاختيار»، وما رد فعلك عندما علمت أنك ستجسدين شخصية زوجة الإرهابي هشام العشماوي؟
ترشيحي للمسلسل كان من خلال شركة “سينرجي”المنتجة للعمل والتي قدمت معها مسلسل “الأخ الكبير”ومن خلال مخرج المسلسل بيتر ميمي والذي شاركت معه في الجزء الأول من مسلسل “كلبش”مع النجم أمير كرارة أيضاً، وقد سعدت جداً باختياري للمشاركة في هذا المسلسل الذي يتناول قصة الشهيد البطل أحمد المنسي إلا أنني فوجئت حين علمت باختياري لتجسيد شخصية “نسرين”زوجة الإرهابي هشام العشماوي. ورغم هذا وافقت دون أي تردد وعلمت أن الشخصية ستثير جدلاً وانتقادات عديدة عند عرض المسلسل. وقد أثارت بالفعل بعضاً من هذا الجدل عندما صورت أول مشهد لها وهي ترتدي النقاب ونشرت هذه الصورة، فقال البعض لماذا الربط بين النقاب والإرهاب وأنا أحب أن أرد على هذا التساول، وأوضح شيئاً مهماً وهو أنه لا يوجد أي ربط بين النقاب والإرهاب من جانب صناع المسلسل وإنما “نسرين”هذه ترتدي النقاب بالفعل في الواقع. ولهذا ارتديت النقاب وأنا أجسد شخصيتها في المسلسل. وأحب من الآن أن أوضح موضوعاً هاماً وهو أن المسلسل يتناول أحداثاً حقيقية ويقدمها دون أي تحريف .
هل تجسيدك لشخصية حقيقية من الواقع أصعب أم أسهل من تجسيدك لشخصية من الخيال وكيف استعديتِ لشخصية “نسرين”؟
أعتبر تجسيد الشخصية الحقيقية أسهل لأنه يكون هناك التزام إلى حد كبير بالتفاصيل المعروفة عن الشخصية وملامحها الكاملة في السيناريو المكتوب ولا مجال للخيال في تناول الشخصية حتى لا يكون هناك أي تحريف . أما عن استعدادي لهذه الشخصية، فكان من خلال التركيز التام في حلقات العمل والرجوع للمؤلف باهر دويدار وسؤاله عن تفاصيل عديدة تخص الشخصية. وقد أكد لي أنها شخصية قوية جداً ومتعصبة جداً ومؤمنة تماماً بكل ما كان يفعله زوجها الإرهابي هشام العشماوي.
هل تعتقدين أنه من الممكن أن يتعاطف أحد مع شخصية “نسرين”من خلال أحداث المسلسل؟
صعب جداً لأنه ليس من المعقول أن يتعاطف أحد مع الباطل ومع التطرف والإرهاب والأفكار الخاطئة والهدامة.
هل تعدّ الشخصية ثرية من الناحية الدرامية وتتضمن عدة مراحل؟
هي بالفعل هكذا وتتضمن عدة مراحل من بداية زواجها من هشام العشماوي وما يحدث لهما بعد ذلك ووقوفهما إلى جانب الرئيس الأسبق مرسي ومشاركتها في اعتصام رابعة وإدراكها أن زوجها يقتل أشخاصاً عديدة واقتناعها أنه بطل لما يقوم به ثم ما يحدث لها بعد ذلك.
هل كنت تتوقعين أن يثير المسلسل ضجة ضخمة مع بداية عرضه؟
بالتأكيد توقعت ذلك. وأتوقع أيضاً أن يحقق المسلسل نجاحاً جماهيرياً ضخماً ،فمن خلال أحداثه التي تروي قصة الشهيد البطل أحمد المنسي الذي ضحي بنفسه وهو يدافع عن وطنه وقصة الإرهابي العشماوي الذي كان يقتل أبناء وطنه ،يتناول المسلسل الصراع بين الحق والباطل وطبعاً لا يوجد أحد عاقل يمكن أن يختار الباطل على حساب الحق أو يتعاطف مع الباطل إلا من هو على باطل.
اختياراتي موفقة جداً
هل كنت تتوقعين أن يحقق مسلسلك “الأخ الكبير”الذي عرض مؤخراً النجاح الذي حققه؟
نعم كنت متوقعة لهذا المسلسل أن يحقق كل هذا النجاح الجماهيري، وذلك منذ أن قرأت حلقاته. ورغم النجاحات العديدة للنجم محمد رجب في السينما والدراما إلا أنني توقعت أن يكون هذا المسلسل هاماً ومؤثراً جداً في مشوار رجب وتوقعت أيضاً النجاح الذي حققته شخصية “عبير”التي جسدتها لأن الشخصية مكتوبة بشكل رائع وجذاب بحيث إن أي شخص يتمنى أن تكون “عبير”هذه موجودة في حياته سواء كانت زوجة أو شقيقة أو قريبة. فهي شخصية لا يوجد فيها غلطة وكنت متوقعة أن يحبها الجمهور وهذا ما حدث والحمد لله .
وهل تعتبرين أن شخصية مثل “عبير”موجودة بالفعل في الواقع؟
بالتأكيد موجودة وستظل المرأة الجدعة الوفية المخلصة والتي يقال عنها امرأة بمائة رجل، موجودة في الحياة وخاصة في المجتمع المصري والعربي. ودائماً نرى ونسمع عن مثل هذه النماذج للمرأة المصرية والعربية.
هل اختياراتك لأعمالك في هذه المرحلة من مشوارك الفني تختلف عن المراحل السابقة؟
منذ بداياتي واختياراتي موفقة جداً والحمد لله وكل أعمالي حققت نجاحاً كبيراً، لأني أستطيع أن أقول إنني لدي حاسة قوية تجاه الأعمال التي تحقق النجاح ،ويمكن أن أكون قد أخفقت مرة أو اثنين فقط في اختياري لأعمالي على مدار 11 عاماً من العمل في الفن.
هل معنى هذا أنك مقتنعة بكل أعمالك السينمائية التي قدمتها في الفترة الماضية وهل تشعرين أنها في مستوى الأفلام التي قدمتها من قبل وخاصة في بدايتك؟
من الممكن أن أكون قد أخفقت في أعمال ونجحت في أخرى. وممكن أن تكون هذه الأفلام لم تحقق نفس النجاح الجماهيري الذي حققته أفلاماً أخرى قدمتها في فترات سابقة وخاصة أفلام “حلم العمر”و”برتيتا”و”فاصل ونواصل”التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ولكني لست نادمة على الأفلام التي قدمتها في الفترة الأخيرة . ولكن شعرت بالندم على فيلم واحد فقط، ولكن الأفلام الأخرى مقتنعة إلى حد كبير باختياري لها وأسباب تقديمها. ففيلم “ساعة رضا”كان يعتبر فرصة ربما لن تتكرر لتقديم حوالي ستة شخصيات في عمل فني واحد، وفيلم “قرمط”كان فرصة لتقديم عمل “لايت كوميدي”مع نجم كوميدي مثل الفنان أحمد آدم وأيضاً لأن شخصية القرموطي قدمت في سلسلة أعمال حققت نجاحاً كبيراً.
وما الفيلم الذي شعرتِ بالندم على تقديمه؟
لا أريد أن أذكره وأتحدث عنه “هو فيلم وخلص”وبالتأكيد تعلمت من تجربتي فيه.
لا أهتم بهذه الصراعات
هل ما زلتِ تتأثرين بأي شائعات تثار حولك ،أم تجاوزتِ هذا الأمر وأصبحت إثارة أي شائعات أمراً عادياً لأنك نجمة؟
أعتبر نفسي ومنذ بداياتي وحتى الآن أقل فنانة يثار حولها شائعات وذلك لأني في حالي إلى حد كبير، ولا أحب أن أقوم بعمل “شو”(استعراض) حولي. وطوال الوقت أنشغل بعملي فقط، وبعيداً عن العمل أقضي كل وقتي مع ابنتي وأصحابي. ولهذا، في الغالب لا توجد أي فرصة لإثارة شائعات حولي وحتى عندما تثار أي شائعات لا أتأثر بها لأنني أعرف جيداً أنها كاذبة وسوف تنتهي ولأنني أعرف جيداً أنني لا أفعل أي شي خطأ.
كيف تواجهين الصراعات الشرسة الموجودة في الوسط الفني وخاصة كواليسه؟
لا أهتم بهذه الصراعات ولا ألتفت لها وإنما أهتم فقط بالمنافسة وأتحدى نفسي دائماً لتقديم أعمال وأدوار ناجحة تضيف لي. أما في ما يخصّ موضوع الصراعات وما تتضمنه، فأنا بعيدة تماماً عن هذا الأمر، أنا مع المنافسة الشريفة فقط وهي أمر مطلوب وجيد .
هل تحبين أن تكون ابنتك فنانة مثلك؟
بصراحة لا ،وهذا ليس معناه أن الفن يوجد به أي شي خطأ ولهذا لا أريد لابنتي أن تعمل في الفن، وإنما لأنني أشفق عليها من الضغوط الشديدة التي يتعرض لها كل من يعمل في الفن والمسؤولية التي يتحملها والتوتر الدائم الذي يعيش فيه. وأتمنى لابنتي أن تعمل في مجال تكون مرتاحة فيه ولا يوجد به الضغوط والصراعات التي توجد في مجال الفن.
هل تهتمين بموضوع الألقاب التي تطلق على بعض النجوم والنجمات، خاصة وأنه يطلق عليكِ لقب “وجه القمر»؟
فرحت عندما سمعت لقب “وجه القمر”وعرفت في الفترة الأخيرة أن الجمهور أطلقه عليّ وطبعاً ليس معنى هذا “أني ماشية أقول على نفسي وجه القمر أو أن لما حد يكلمني أقوله أنا لقبي وجه القمر»، ولكن كما ذكرت فرحت عندما سمعت بهذا اللقب لجماله ولأن الجمهور هو الذي أطلقه. وهذا معناه أنني في دائرة اهتمام الجمهور ويريد أن يميزني بلقب ما وطبعاً لقب “وجه القمر”لقب جميل ورقيق جداً.
ماذا كنتِ تقصدين عندما صرحتِ في أحد حواراتك بأن سبب رشاقتك هو حرقة الدم التي تعيشين فيها؟
(تضحك دينا ثم تقول) “والله أنا كنت بهزر عندما صرحت بذلك». ولكن يبدو أن الصياغة أعطت انطباعاً أنني أتحدث بجدية، إلا أن هذا الكلام كان دعابة. وكنت أريد أن أشير من خلاله إلى أن التوتر والعصبية يجعلان أي إنسان يحرق أكثر من العادي. والعمل في الفن به طوال الوقت توتر وعصبية وضغوط.