بقلم رئيس التحرير أنطوان القزي

لأن كل أنواع الأسلحة لم تعد تنفع، ولأن المختبرات العلمية وقفت عاجزة، لم يبقَ سوى الصلاة أمام البشرية لمواجهة وباء كورونا، وهذا ما دعا اليه البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب، عبر صلاة موحّدة من أجل الإنسانية أمس الخميس.

إنه زمن كورونا، شئنا أم أبينا، زمن لم يصنعه أبطال تاريخيون ولا قادة عسكريون، بل صنعه الوباء.

إنه الزمن الذي استطاع أن يغيّر ما لم تستطعه الحروب مجتمعة منذ بداية تدوين التاريخ!.

ليست المبادرة الأولى بين الفانيكان والأزهر، فقد سبق أن زار البابا يوحنا بولس الثاني مصر سنة 2000 والتقى شيخ الأزهر آنذاك. وكرّر الزيارة البابا فرنسيس سنة 2017 والتقى شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي عاد والتقاه في شباط في دولة الإمارات سنة 2019 حيث وقّعا وثيقة الأخوّة والإنسانية.

الوباء الذي “فرمل” سرعة الكون ، فرض لحظة تأمّل وأرادها الفاتيكان والأزهر أن تكون لحظة صلاة.

لحظة التأمّل هذه يجب أن تشمل العلماء الذين عجز علمهم عن الإنتصار على الوباء المستجد، ويجب أن تشمل أيضاً الفلاسفة الذين سيضطرون الى تغيير الكثير من نظرياتهم ، كما يجب أن تشمل الفلاسفة الذين سيعيدون النظر في أحكامهم وتأملاتهم، وأخيراً وليس آخراً يجب أن تشمل لحظة التأمل زعماء العالم المتغطرسون كي يتواضعوا قليلاً، لا بل أن الكورونا أرغمهم على التواضع حين دخل على الكرملين والبيت الأبيض و10 داوننغ ستريت في لندن، كما دخل الى بيوت الصفيح في افريقيا وآسيا.

ليس مهماً أن نكون ديناً واحداً كي نصلّي ، فالوباء جعلنا سواسية، لم يفرّق بين دين وعرق ولون، فكلٌّ يصلّي على دينه ، والله مستجيب قدير..

من قبائل الأمازون، الى أشباة العراة في فانواتو الى عبّاد الشمس في جزر المحيط الهادي مروراً بأوروبا والأميركيتين وصولاّ الى أستراليا، كان لا فرق بين من يرسم اشارة الصليب ومن يقرأ الفاتحة أو من يضع الطعام أمام بودا أو من يعبد البقر في الهند أو بين الذين لا تعني لهم الأديان شيئاً.. كلهم توحّدوا في مواجهة عدوّ لا يرحم ، ولا تشفع الواسطة عنده.. بل اللجوء الى الله!.