بقلم / هاني الترك OAM

مع انتشار فيروس كورونا تجددت الإدعاءات بان هذه هي نهاية العالم بعد ان كتبت العالمة الروحانية والباحثة التاريخية سيلفيا براون قد تنبأت في كتابها الذي يحمل عنوان: «نهاية الأيام»: توقعات وتنبؤات حول نهاية العالم End of Days: Predictions and Prophesies.

قالت فيه براون ان العام 2020 ? وهي المتوفية 2013 سوف يجتاح العالم وباء يهاجم الرئتين والشعب الهوائية ويقاوم كل المضادات التي نعرفها.. وسوف يحيّر العلماء ويختفي بعد ذلك.. على ان يعود بعد عشر سنوات.
ونلاحظ ان في كتابها قد توقعت براون وقد تنبأت بعدة نبوؤات لم تصْدق ولم تحدث.. وربما كان توقعها بنهاية العالم بان الفيروس سوف يهاجم الرئتين بدقة هو مجرد ضربة حظ.
فهل هي نهاية العالم كما توقعت سيلفي براون.

لننظر الى رأي الدين.. تعتقد بعض الكنائس البروتستانية التي تفسر الكتاب المقدس تفسيراً حرفياً بان نهاية العالم قد اقتربت.. فيقول المؤرخ الديني جون بيترسون في كتابه «Watching The Morning» انه قد اقتربت الدينونة.. وان كلمة يوم في الكتاب المقدس قد تعني ألف سنة .. استناداً الى آية الكتاب المقدس.. حينما ترك السامري الصالح دينارين أجرة يومين ويأتي بعدها أي بعد ألفي سنة.. ويسوع المسيح نفسه قبر وقام باكراً في اليوم الثالث.. يعني قد مرت ألفا سنة.. وان المجيء الثاني للسيد المسيح قد اقترب.

ولكن قبل ان يتحقق المجيء الثاني يجب ان تقع المعركة الكبرى بين قوات الشر وقوات الخير كما جاء في سفر الرؤية في الكتاب المقدس.. وطبقاً للكتاب «ترقب الصباح» ان في اشهر مدينة تاريخية في العالم هي أرماجادون في فلسطين.. فقد شهدت هذه المدينة حروباً متعددة اكثر مما شهدت اي مدينة في العالم.
ولكن قبل المجيء الثاني توجد علامات تعتقد بعض الكنائس قد تتحقق منها ظهور شخص له سلطان ضد المسيح Antichrist.. وغير معروف من هو ضد المسيح حتى الآن.. وحسب الاسلام هو المسيح الدجال. ومن العلامات الاخرى إعادة بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الاقصى.
وفي معركة أرماجادون المرعبة تنتصر قوات الخير.. وتكون فيها نهاية الظلم بعد الخراب والدمار الذي يلحق بالبشرية بإيعاز من الشيطان، سيأتي السيد المسيح ثانية ويحل السلام على الارض ويدين الاشرار.. فان السيد المسيح نفسه بهتاف صوت رئيس الملائكة وبوق إلهي ينزل من السماء.. ويقوم الاموات في المسيح أولاً.. وسوف يخطف الاحياء المؤمنين معه لملاقاته في الهواء.. ليأتي بعدها مع القديسين والمؤمنين ليملك على الارض لمدة ألف عام في سلام.. وتحدث بعد ذلك الدينونة.
وطبقاً للاحاديث النبوية في الاسلام.. «يا أيها المؤمنون لا تأتي الساعة حتى يقف وينادي بينكم عيسى ابن مريم اني ديان للعالمين».. والاختلاف في النهاية بين المسيحية والاسلام هو ان المهدي المنتظر يأتي مع السيد المسيح.
والفرق بين السُنة والشيعة بهذا الشأن ان الشيعة تقول ان المهدي المنتظر لم يمت في الماضي وهو حي بيننا ولم يظهر بعد.. أما السُنة تقول انه لم يظهر بعد.
فان الوقت طبقاً لآراء المؤرخ جون بيترسون وتفسيرات بعض الكنائس ان الذين يفسرون الكتاب المقدس تفسيراً حرفياً يقولون قد اقتربنا نحو النهاية.. مع اننا لا نعرف اليوم والساعة بالضبط وما علينا سوى انتظار السيد المسيح ثانية.
وملاحظتي هنا ان التوقعات والنبوؤات لم تحدث بعد وكما قال السيد المسيح « وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لَا الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلا الاِبْنُ، إِلّا الآبُ» (إنجيل مرقس 13: 32).

فان فيروس كورونا ليس هو النهاية كما يظن البعض فهو ظاهرة بيولوجية ستذهب وتختفي بعد اكتشاف العلماء لقاحاً أو علاجاً له سواء عاجلاً أو آجلاً.
****************************