يُحكى أنه كان هناك حفلة عرس، وكان الناس مشغولين في التحضير لها، فهذا يأتي بالكراسي، وذاك يجهّز القهوة، وآخر مهتم بجلب الطعام والماء، وغيره أخذ على عاتقه تحضير أجهزة الصوت… الخ.
وفي ذلك الحال كان باب الدار مفتوحاً والناس داخلون خارجون، كل واحد يحاول أن يكون جاهزاً قبل موعد وصول الضيوف.
وفي أثناء ذلك كانت قطة الدار في حركة دائبة كأهل البيت، تدخل وتخرج مسرعة مثلهم، وكأنها تشاركهم فرحهم.
لكن واحداً من أهل البيت، أخذ يرقبها لعله يعرف سرها. ولم يطل به الوقت حتى اكتشف أنها كانت حاملاً على وشك الوضع، وأنها كانت تفتش عن مكان هادئ آمن لكي تجلس فيه وتبدأ نِفاسَها.
ومع تلك الحركة الكثيرة لأهل البيت لم تجد المكان المناسب فأخذت تبحث مسرعة، جيئة وذهاباً.
وعندها قال: الناس بالناس، والقطة بالنِّفاس.
واليوم، العالم يحصي موتاه وهومشغول بأزمة الكورونا ويعيش سباقاً مع الزمن لإيجاد دواء أو لقاح له، نرى دولة الإمارت تلعب لعبة القط والفأر مع المغرب كرمى لعيون إسرائيل.
فقد قامت الإمارات الأسبوع الماضي بإجلاء 180 من مواطنيها من المغرب، لكن 74 مواطنا إماراتيا ما زالوا عالقين هناك.
ولأن هناك إسرائيليين عالقين في المغرب بين الفنادق في مراكش والجالية اليهودية في الدار البيضاء.
ولأن المغرب تحظر دخول طائرات شركة «العال» الإسرائيلية المجال الجوي المغربي، فقد اتصلت الإمارات بإسرائيل وعرضت إخلاء مواطنيها والإسرائيليين في رحلة واحدة من قبل الدولة الخليجية دون علم الحكومة المغربية.
ووافقت إسرائيل على الإقتراح المغربي، مما أغضب حكومة الرباط التي لم يكن لديها علم، ولم تتم استشارتها في هذا القرار فأوقفت الرحلة!.
وفي اليوم التالي، تفاجأ المغاربة بإعلام دولة الإمارات، يتحدث عن اعداد ضخمة جداً من الوفيات والإصابات بفيروس «كورونا» في المغرب، وأفلتت الإمارات «الذباب الالكتروني» الذي قال إن الفيروس تسبب في مئات الوفيات وآلاف الإصابات بالمغرب، في حين أن الحصيلة الرسمية لوزارة الصحة المغربية لم تتجاوز بعد 2700 إصابة، فيما وصل عدد الوفيات إلى 137 إلى حدود الساعة السادسة من مساء يوم السبت ؟!.
كما تحدث «الذباب» عن «المجاعة التي ستضرب المملكة المغربية»، و»الفساد الذي أنهك المغرب» وعن «الملك محمد السادس الذي يوجد في موقف صعب» بعد ظهور أعراض فيروس «كورونا»!.
قطة الإمارات مشغولة بنِفاسها و «ذبُابها» ناشط بين طنجة ومراكش والدار البيضاء؟!.
كل هذا الإستنفار الإماراتي هو كرمى لعيون تل أبيب؟!