بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

هل تذكرون محمد سعيد الصحاف وزير إعلام صدام حسين وصاحب عبارة «سنهزمهم جميعاً»؟!.
الصحاف كان دائم الظهور في مؤتمرات صحافية يعلن من خلالها عن تحقيق القوات العراقية انتصارات متتالية، بينما كانت القوات البرية الأميركية تتقدم نحو بغداد.
وفي آخر مؤتمر صحافي له في يوم سقوط بغداد عام 2003 قال الصحاف إن الأميركيين «ينتحرون الآن بالآلاف على أسوار بغداد»
وما لم يستطع تحقيقه الصحاف يحققه اليوم وباء كورونا، فهو لم يهزم الأميركيين وحسب بل هزم الروس والطليان والألمان والأسبان وكل الأوروبيين وكذلك هزم العراقيين والإيرانيين و العرب!.
امس الأول أطلقت حاملة الطائرات الأميركية العملاقة «تيودور روزفلت» ( الصورة) نداء صارخاً حين طلبت الاستغاثة بسبب تفشي كورونا على متنها حيث يوجد على متنها أربعة آلاف جندي، ولا مجال لتطبيق التباعد الاجتماعي بينهم بسبب ضيق المكان والكارثة ستحل بكل ركابها.
كورونا هزم رمز القوة العسكرية الاميركية وهزم الحاملة التي كانت تخيف العالم!.
أما في المحيطات فقد هزم كورونا عشرات آلاف السياح كانوا على متن بواخر سياحية ينشدون الفرح، اصابهم الوباء المستجد وحجز كثيرين منهم ولا يزالون داخل الحجر القسري!.
أجل، كورونا هزم الفرح وقضى على السعادة في العالم!.
وفي السياسة، هزم كورونا الأمير تشارلز وبوريس جونسون في بريطانيا ، كما هزم الأمير ألبير دو موناكو.
وأطاح كورونا بوزير الصحة في رومانيا فيكتور كوستاش كما أطاح بوزير الصحة في اوكرانيا ايليا يمتس  وعدة وزراء إيطاليين.

أما آلاف العلماء الذين يقبعون في مختبراتهم على امتداد القارات وهم يجرون التجارب لمكافحة هذا الوباء فقد هزمهم جميعاً وبات عصيّاً على كل اختراعاتهم!.
وفي الرياضة، أعلن أمس الاول في لندن عن الغاء بطولة ويمبلدون بعدما الغيت كل البطولات في العالم والدوريات المحلية..
كورونا هزم العسكر وهزم السعادة كما هزم السياسة والرياضة .. لقد هزمهم جميعاً!..