بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي
لم يحصل ان انشغل العالم بحديث الأرقام كما يحصل اليوم مع المصابين ومع ضحايا وباء كورونا.
كان المواطن يصحو على أرقام البورصة والأسهم وأسعار العملات، أما اليوم فلا حديث يعلو على حديث المصابين والمتوفين، مع نشرة يومية في كل بلد ومدينة وقرية.
اللبنانيون التزموا ولأول مرّة طائعين بالحجْر الصحي بعدما داهمهم الذعر والخوف.
والإيطاليون استخفوا به في أيامهم الأولى وبات الموتى في ميلانو يدفنون موتاهم.
أما إسبانيا التي حوّلت قاعات رياضة التزحلق على الجليد الى ساحة لأسرّة المصابين أزاحت إيطاليا عن المرتبة الاولى في عدد الضحايا.
وبين التدبير رقم واحد والتدبير رقم 2 نجد الإرباك ظاهراً في الأداء الأسترالي وتعامله مع الڤيروس، فهناك ولايات اغلقت المدارس وأخرى تركتها مفتوحة، هناك أطباء دعوا الى أقفال المدارس معارضين موقف رئيس المفوضية الطبية الفيدرالية.
وماذا يفيد الإقفال الجزئي، وماذا نستفيد إذا أقفلنا المؤسسات وتركنا الركاب يسافرون معاً في القطارات والباصات.
وتحوّلت الولايات الأسترالية الى غيتوات صحية وكأنها دوويلات جديدة، تمامأ كما حصل في الإتحاد الأوروبي حيث أرجع الوباء الجديد كل شعب الى أحضان قوميّته في معركة تنازع البقاء.
صحيح أن أستراليا كما يقو ل مزارعوها تستطيع أن تطعم 75 مليون نسمة أي ثلاثة أضعاف سكانها، لكن الخوف والذعر يمنعان الأستراليين من الركون الى هذه الأرقام.
وبين هذه وتلك وبعيداً عن الأرقام المخيفة والهواجس، يبقى للمواطن القرار الأخطر في مواجهة الڤيروس وموقفه الوقائي منه، فهو الذي يحدد مدى تمدّد كورونا بفرض الحجر على نفسه وليست قرارات السياسيين او الأطباء.
فخلاص الناس في أيديهم وليس في أي مكان آخر!.