بقلم بيار سمعان

ان وضعنا جانباً مختلف النظريات والادعاءات حول اسباب ومصدر انتشار كورونا فيروسي، من الأكيد اليوم، ان جرثومة صغيرة غير مرئية بالعين المجردة، قد احدثت تغييرات جذرية في نمط حياة وعمل الناس والدول، خلال اشهر معدودة.
فالعالم اليوم ليس هو كما كان عليه مع بداية عام 2020، وقد لا يعود الى سابق عهده بعد محاصرة فيروس كورونا والقضاء عليه. ومن الثابت ان فيروس كورونا قد احدث تبدلات جذرية وعلى اكثر من صعيد.
ويعتقد الباحث والعالم الصحي آريك تونار E. Toner ان جهود الصين لاحتواء تفشي مرض الجهاز التنفسي، من غير المرجح ان تكون فعالة، اذ تحول بالفعل هذا الفيروس الى وباء عالمي، كما اعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخراً، وكما اكده اخصائيون طبيون في اكثر من بلد حول العالم.
فالفيروس الذي ظهر للمرة الاولى في مدينة ووهان الصينية، في ظروف غامضة، انتشر اليوم في اكثر من 144 بلداً، ولا يوجد اية ضمانات انه لن ينتشر في جميع الدول حول العالم، وحتى النائية منها.
فما هي انعكاسات وباء كورونا وآثاره على الحياة في العالم، من مختلف جوانبها؟

– ضحايا كورونا:
ليس واضحاً عدد الاصابات في الصين عامة وفي مدينة ووهان خاصة، نظراً للتعتيم الاعلامي ولسيطرة الحزب الشيوعي على وسائل الاعلام.
وفيما نشر ان عدد الوفيات في الصين جاوز البضعة آلاف، تدعي مصادر مسربة من داخل الصين ان ضحايا الفيروس جاوزت مئات الآلاف.
لكن هذه الادعاءات لا تقلّل من اهمية التدابير التي اتخذتها الحكومة الصينية، ومن كيفية مواجهة انتشار الوباء في الصين، اذ اتخذت المؤسسات المعنية تدابير جذرية صارمة، فجرى عزل 11 مليون مواطن من سكان ووهان، ارغموا على البقاء داخل منازلهم. كما اتخذت تدابير ميدانية لتعقيم المدينة وابعاد المصابين داخل مستشفيات خاصة. ويشاع انه جرى تصفية الحالات الميؤوس منها، للحد من انتشار الوباء بشكل يعجز الجهاز الطبي عن التعامل معه.
كما جرى عزل الصين بالكامل وقطعت الاتصالات وحركة النقل والتنقل داخل البلاد، وفرض حظر على سفر الصينيين خارج البلاد. كما قطعت الحدود نهائياً بين الصين وروسيا وكوريا الجنوبية وسائر الدول المجاورة، فتحول الصينيون سجناء داخل بلدهم، بعد ان ارغموا على عدم التجول والبقاء في منازلهم.
وحدها متاجر المواد الغذائية والصيدليات والمستشفيات بقيت تعمل لخدمة المواطنين، فيما خلت المطارات ومحطات القطار من المسافرين، وتحولت معظم المدن الصينية الى مدينة اشباح. دامت هذه التدابير حوالي شهرين، قبل ان تعلن الحكومة الصينية انها تمكنت من السيطرة على الوباء.
غير ان وضع الصين على طريق التعافي، لم يمنع من انتشار الوباء الى بلدان اخرى وفي طليعتها ايران وايطاليا وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة واستراليا، و144 بلداً آخر.
وتقدّر المراجع ان عدد الاصابات حول العالم قارب 170 الف وان عدد الوفيات بلغ 6750. وقد تعافى من هذه الحالات حوالي 78 الف مصاب.
وتتفاوت نسب الوفيات حسب فئات الاعمار بين 14،8 ٪ لمن هم فوق الـ 80 عاماً و0،2 بالمئة للمصابين من فئة الاعمار 10 الى 19 سنة. وتتحكم بهذه النسب عوامل عديدة تعود الى اكتشاف العوارض في مراحل مبكرة والى نوع الرعاية الطبية المتقدمة. واتخذت بعض الدول قراراً باعطاء الاولوية لفئات الاعمار المنتجة والشابة، وباهمال رعاية كبار السن، كما يحدث في ايطاليا اليوم، وكما اعلنت الحكومة البريطانية ان كبار السن من فئة الاعمار 70 وما فوق سيتم عزلهم داخل منازلهم طوال اربعة اشهر.
وسجلت ايطاليا 15 الف اصابة ووفاة ما يقارب 1300 شخصاً، في اسوأ انتشار خارج الصين لوباء كورونا.
واتخذت استراليا تدابير اضافية على المطارات وارغمت جميع المسافرين الذين يدخلون البلاد تطبيق العزل الصحي الالزامي، وإلا تعرضوا لغرامة مالية تصل الى 50 الف دولار، بعد ان وصل عدد الاصابات في استراليا الى 300 اصابة. واعلنت كانبيرا حالة الطوارئ في الاقليم، كما اعلنت حكومة فيكتوريا فرض حالة الطوارئ الذي لا يستبعد تطبيقه في سائر الولايات وعلى المستوى الوطني.
ويتخوف مسؤولون في استراليا وحول العالم ان ينتشر فيروس كوررونا في المدارس والجامعات والمستشفيات والمتاجر وسائر المرافق الصناعية والمجتمعية. لذا تطالب الحكومات المواطنين بضرورة التعاون وبإطاعة التوجيهات الصادرة عنها وعن المسؤولين الصحيين.

– كورونا يدمر الاقتصاد العالمي
يتوقف مدى الضرر الاقتصادي العالمي على مدى سرعة احتواء الفيروس، وعلى الخطوات التي تتخذها السلطات لاحتوائه.
لكن الحديث عن الحالة الصينية يوفر لنا المؤشرات المبكرة لتأثير COVID-19 على الاقتصاد الصيني، اذ بدا منذ الاسابيع الاولى ان هذا الاقتصاد تأثر سلباً وكان اسوأ مما هو متوقع.
فانخفضت مبيعات السيارات بنسبة 80 في المئة، كما انخفضت صادرات الصين بنسبة 17،2 في المئة خلال شهرين كانون الثاني وشباط. واقفل ما يزيد على 1800 مصنعاً ضخماً يعمل في كل منه ما يقارب الألف عامل وموظف.
وسجلت البيانات الرسمية تباطؤ واسع في النشاط الاقتصادي بشكل عام وفي حركة النقل البحري والجوي، وانخفاض في الناتج المحلي وفي معدلات التصدير الى الخارج.
وعلى الرغم من تباطؤ تفشي الفيروس في الصين، الا ان انتشار الكورونا كان له انعكاسات سلبية على البورصة العالمية وعلى الاسواق التجارية والمالية في العالم. ومع انتشار الوباء في دول آسيوية واوروبية وفي الولايات المتحدة تقلص الناتج المحلي في هذه الدول بنسبة 2،9 في المئة. واحدث فيروس كورونا صدمات في السوق العالمية وتراجع اقتصادي، خاصة في الدول المرتبطة بشدة مع الصين، مثل كوريا الجنوبية واستراليا واليابان. كما ادى انتشار الفيروس في شمال ايطاليا الى تقييد الحركة الاقتصادية في اوروبا.

– قطاع الطيران والسفر
وقد يكون قطاع الطيران من اكثر المتضررين من ازمة كورونا العالمية، بعد ان ارغمت معظم شركات الطيران على تعديل رحلاتها، ليس فقط الى الصين، بل الى معظم الدول التي تشهد انتشاراً متصاعداً في الاصابات لديها.
وبعد ان قطعت معظم الدول رحلاتها الى الصين، شمل الحظر ايضاً دولاً اخرى مثل كوريا الجنوبية واليابان وايران وايطاليا. وامرت الادارة الاميركية بوقف جميع الرحلات الجوية الى اوروبا، مما يشكّل ضربة قاضية ليس فقط لقطاعي السياحة والطيران، بل للقطاع الاقتصادي بشكل عام.
وتوقعت الأمم المتحدة انخفاضاً في الاستثمارات الاجنبية تتراوح بين 5 و15 في المئة. وهذه هي ادنى مستويات الاستثمار الخارجي منذ الازمة المالية العالمية في عام 2008.
ويقدّر خبراء ان انتشار وباء كورونا سيكلف شركات النقل الجوي العالمية حوالي 113 مليار دولار. وقد تراجعت اسهم شركات الفنادق الكبرى خلال الاسابيع القليلة الماضية. ويتوقع عمالقة مراكز الترفيه مثل شركة ديزني ضربة كبيرة في ايرادات مؤسساتها المنتشرة حول العالم. كذلك سجلت مبيعات تذاكر الافلام السينمائية تراجعاً كبيراً.
وتواجه المطاعم والمناسبات الرياضية والخدمات المرتبطة بها اضطراباً كبيراً. ولا يستبعد تأجيل الالعاب الاولمبية وبطولة كأس العالم لكرة القدم.
وثد يكون القطاع الزراعي اقل عرضة للخطر نسبياً من سائر القطاعات الاخرى.

– التباطؤ الاقتصادي والطاقة
ادى التباطؤ الاقتصادي بشكل عام الى انخفاض الطلب على الطاقة. وهذا ما ادى الى خفض سعر النفط في السوق العالمية.
وفي الاسبوع الماضي اجتمع اعضاء منظمة اوبيك للبلدان المصدرة للبترول لمناقشة خفض اضافي قدره 1،5 مليون برميل يومياً حتى نهاية شهر حزيران يونيو.
وكانت هذه الدول قد خفضت سعر برميل النفط الخام حوالي 20 في المئة، وهو اكبر انخفاض منذ عام 1991.

– التباطؤ الاقتصادي والاسواق المالية
ارتفعت المخاوف ان يؤدي الانتشار الاوسع لفيروس كورونا للتأثير سلباً على الاسواق المالية، التي سجلت حتى الآن هبوطاً بنسبة 20٪. ويرد الخبراء هذا الانخفاض الى التراجع في ارباح الشركات، مما تسبّب بانخفاض اسعار الاسهم لديها بنسبة 17٪ .
ويعتقد خبراء اقتصاديون ان خفض الفوائد على القروض قد لا يفيد الشركات او الافراد والدول بسبب معاكسة الاسواق لحركة النمو المالي.
وهذا ما دفع الدول للاستجابة لحالة التراجع الى ضخ مليارات الدولارات لتحريك عجلة الاسواق المحلية.
وتتجاوب الهيئات المصرفية مع توصيات حكوماتها اذ بدأت بتوفير القروض لاغراض خاصة للشركات ومن خلال تقديم الدعم المالي لقطاعات معينة، تلبية للاحتياجات المالية للزبائن والشركات الذين تضرروا من أزمة الكورونا.
ويشاع ان الحكومة الصينية استفادت من انخفاض اسهم الشركات لتقوم بشراء معظم الشركات الاجنبية العاملة على ارض الصين. بذلك تكون الصين قد استعادت ملكية معظم الشركات الاجنبية على اراضيها، ومنعت الرئيس الاميركي ترامب من تحقيق مطالبه بخروجها من الصين والتسبّب بأزمة اقتصادية في البلاد.

– انعكاسات اخرى ذات طابع اجتماعي
من اهم الانعكاسات السلبية الاخرى هي حالة الهلع والهستيريا الجماعية التي ساهمت وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بخلقها وفرضها على الوعي الجماعي لدى الناس. وبدا ذلك جلياً في حالة الهلع العارمة والخوف من المجهول الذي قد تحمله الأيام. فسارع الناس الى التبضع وشراء المؤونة ، حتى خلت المتاجر من البضاعة خاصة المأكولات الطويلة الأمد.
واصبح لدى الناس حالة من مشاعر القلق الدائم والخوف من الآخر، خاصة ابناء الجاليات الصينية والاسيوية بشكل عام. اذ تحمل هؤلاء تبعات ربط وباء كورونا بالصين وبالمأكولات الصينية «الغربية» وغير المألوفة في المجتمعات الاخرى.
وزاد الطين بلة. ما نشر حول انتقال الفيروس بواسطة اللمس والعطس. وساهمت توجيهات المسؤولين بفرض «العزلة الاجتماعية» بين الناس والعزلة الالزامية على الوافدين من الخارج ووضع المصابين او من يشتبه باصابتهم في الحجر الصحي.
هذه الاجواء المقلقة، بالاضافة الى قوانين العزلة الاجتماعية خلقت حواجز اضافية بين الناس، وحتى ضمن العائلات وبين الاقارب. فكف هؤلاء عن اللقاءات الطبيعية من تبادل التحية والسلام او تبادل القبلات. واصبح الفرد وحيداً في مواجهة الخطر الخارجي الكامن في المجتمع بأسره. خاصة بعد ان روج ان عوارض المرض قد لا تظهر طوال 14 يوماً، يمكن خلالها للشخص المصاب دون علمه ان ينقل المرض الى الآخرين. فاصبح كل انسان يشك بسلامته ويخشى الاقتراب من الآخرين، كونهم مصدر مرض محتمل ووباء قاتل.
وادى هذا الواقع، خاصة في المدن والبلدان التي فرض عليها العزلة الالزامية داخل المنازل، الى مساواة الناس فيما بينهم. فلا فرق بين غني وفقير، بين ذكر اوانثى، بين عالم وجاهل. فيروس كورونا قضى على كل الفروقات الطبقية والثقافية والاجتماعية بين الناس ومنع تواصلهم المباشر مع بعضهم البعض.
حتى الاموال والثروة فقدت قيمتها بفعل الحظر وبغياب القدرة على شراء المواد الاساسية. وفي الحالة اللبنانية، لم يعد بمقدور المواطنين الوصول الى اموالهم المودعة في المصارف. ويعتبر هذا التدبير المرتبط بالاوضاع الاقتصادية الرديئة، اختباراً آخر على كيفية التحكم بأموال المواطنين لغايات اخرى.
وفي ظل التباعد الاجتماعي بين الناس، لم يبق سوى شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة وحيدة متوفرة للبقاء على علاقة مع الخارج، لكنها علاقة عن بعد.
كذلك ادى اقفال المدارس الى فرض اسلوب جديد من التعليم، قد يصبح الاسلوب السائد مستقبلاً، اعني الدراسة عن بعد، دون الذهاب الى المدارس او الجامعات.

– اللامبالاة
وحيال حالة الرعب السائدة وعملاً بغريزة البقاء، فقد الناس مشاعر التعاطف مع اصابات الآخرين. واصبح مألوفاً رؤية اشخاص يتهاوون في الشارع، ولا احد يبالي او يسرع لمد يد المساعدة لهم.

– حظر التجمعات والممارسات الدينية
اصدرت معظم الدول تعليمات تحظر التجمعات مهما كانت دوافعها. فاصبحنا نرى قداسة البابا فرنسيس يمنح بركته الاسبوعية فيما خلت ساحة القديس بطرس من المؤمنين بالكامل.
ويبدو ان مشاعر الخوف تغلبت على الشعور الديني في العديد من الحالات، وتسببت بفرض تدابير احترازية بحجة حماية المؤمنين. فمنعت صلاة الجمعة في العديد من دول الشرق الاوسط، كما حظرت السعودية الحجاج من اداء فريضة الحج والعمرة هذا العام. وطلب الى الكاثوليك تناول القربان باليد وليس بالفم، وعدم تبادل السلام داخل الكنيسة ونزعت المياه المقدسة من الكنائس. وهذه تدابير اثارت ردود فعل كثيرة. باعتقادي انها تعكس نوعاً من قلة الايمان وتغليب الفكر المادي وروح العالم على القدرة الالهية. ونحن نعلم تاريخياً ان الكنيسة، لطالبما كانت في صلب الازمات تواجه كل المخاطر والمعارك والامراض، مسلحة بقوة الإيمان وبكلام السيد المسيح القائل:
لا تخافوا، انا غلبت العالم…
وفي آخر المستجدات اغلقت الكنيسة الكاثوليكية جميع الكنائس في نيويورك.

– الولايات المتحدة تنشر 30 الف جندي في اوروبا
في غضم هذا القلق العالمي، ورغم حظر الطيران من والى اوروبا، قامت الادارة الاميركية بنشر 30 الف جندي اميركي داخل اوروبا، فيحين اعلنت فرنسا حالة الطوارئ في البلاد.
وبدا من الصور التي نشرتها وسائل الاعلام ان الجنود الاميركيين لم يكونوا يرتدون اقنعة او البسة واقية من وباء الكورونا.
وهذا ما دفع العديد للتساؤل: هل حقاً العالم يواجه وباء كورونا، ام انه جرى تضخيم الامور لغايات اخرى نجهل ابعادها الآن؟
ويعتقد البعض ان حالات الحظر المفروضة على السفر مثلاً، سوف تؤدي الى اختفاء شركات الطيران الصغيرة وهيمنة الكبرى. كذلك سيؤدي الحظر الىاقفال المحلات التجارية والشركات الصغيرة لصالح شبكات التجارة والمصانع الكبرى.
كما يعتقد البعض ان الحزب الشيوعي استفاد من ازمة كورونا لاحكام سيطرته على البلاد والقضاء على خصومه السياسيين، خاصة المجموعات التي تطالب بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والانفتاح على العالم.
لقد اتخذ فيروس كورونا حجة للقضاء على هذه المجموعات، خاصة بعد المظاهرات التي تلت هونغ كونغ طوال اشهر وكادت تمتد الى داخل الصين. اضف الى ذلك التخلص من المجموعات الاثنية والدينية النافرة التي ترفض الاندماج في المجتمع والانصياع لأوامر الحكم.
ان الايحاء ان العالم يواجه وباء كورونا القاتل قد يكون اكذوبة كبيرة، كأكذوبة «راجح». اذ يمكن للاعلام الممسوك ان يعيد كل الاصابات والوفيات التي تقع حول العالم الى فيروس كورونا.كما يمكن نشرز المزيد من الجراثيم بحجة انها كورونا. ويمكن اليوم وبوسائل عديدة الايحاء للناس انهم يواجهون خطراً قاتلاً، كما يمكن قتل الناس في مختلف انحاء العالم بوسائل متعددة وردها الى فيروس كورنا. هذا لا يلغي الفرضية القائلة ان كل من الصين وايران والولايات المتحدة ودول اخرى تجري اختبارات في تكنولوجيا الجرثومية لأهداف عسكرية. هذا يحدث في اكثر من بلد. لكن بالمقابل يمكن الايحاء للناس ان وباءً يهدد حياتهم. ويجرى استغلال حالة القلق لأهداف اخرى.
هذه الحقيقة لا تلغي الواقع ان فئات قادرة ترغب بخفض عدد السكان في العالم، وان الحرب الجرثومية هي من الوسائل الاسهل لتحقيق ذلك اذ يجري بواسطتها القضاء على الناس دون احداث اي دمار في البنى التحتية والمؤسسات الصناعية. ويسعى البعض الى ابتكار جراثيم تقضي على فئات جينية محددة دون سواها.

– البعد الديني
عند وقوع الازمات، غالباً ما يعود الناس الى عقائدهم الايمانية والى طرح التساؤلات الوجودية. فينظر العديد من المسيحيين المحافظين الى ما يحدث في العالم من ازمات الى مخالفة المجتمعات الغربية بنوع خاص لوصايا الله. فتشريع زواج المثليين ونشر الفساد واباحة المحرمات ولدت كثرة الخطيئة وشيوعها. والخطيئة تجلب العقاب والموت، والناس يحصدون ثمن ما يزرعون.
ويرى البعض ان العالم كان على حافة حرب عالمية نووية مدمرة، فترأفت العناية الالهية بالجنس البشري، وسمحت بانتشار هذا الوباء عوض دمار البشرية.
في ايران، يروج اتباع السلطة الحاكمة ان الكورونا هو مقدمة لظهور الإمام المهدي. ودعا هؤلاء جميع الايرانيين الى نشره فيروس كورونا للتعجيل في ظهور المهدي…!!!
بعض الهندوس يشجعون على شرب بول البقر لعلاج الكورونا وبعض العرب يفضلون بول البعير.بالمقابل تبرع المصمم الايطالي جورجو ارماني بمبلغ 250 مليار دولار لانقاذ الشعب الايطالي من مرض الكورونا، فيما قرر لاعب كرة القدم كريستيانو رونالدو تحويل الفنادق التي يمتلكها في البرتغال الى مستشفيات مجانية، وتعهد ان يدفع رواتب الاطباء والممرضين.
الازمة التي يواجهها العالم اليوم اعادت الكرة الارضية التي وصفت «بالقرية العالمية» الى حالة من التقسيم والفرز الاجتماعي، وفرضت حالة من الهلع العام والزمت الناس منازلهم. ولا احد يدري ما يجري وراء الكواليس، وما هي الاهداف البعيدة التي يسعى رأسماليو العالم المتحكم بقرارات الدول تنفيذها.
فهل نحن على مشارف تثبيت الأسس العملية لاقامة نظام عالمي يفرض على الناس ما يشاء ويتحكم بسلوكهم العام؟ ام اننا سنشهد مواجهة عسكرية بين الصين وروسيا من جهة والولايات المتحدة واوروبا من جهة اخرى، حرب تكون الضربة الاخيرة لفرض نظام عالمي يحكمه «الفريسيون الجدد».
مهما كانت الدوافع، علينا ان نبقى جميعنا متيقظين. فالوباء، مهما تعددت اسماؤه قد يحول العالم الى سجن كبير، ريثما يقال ان الطب قد اوجد لقاح له.
العلاج هو موجود لكن القرار لا يزال مغيباً لمعالجة فيروس كورونا.