بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

في 30 آب أغسطس الماضي فاجأ وزير  المواصلات النرويجي كيتيل سولفيك أولسن زملاءه في الحكومة ومواطنيه بإعلان استقالته من منصبه لإعطاء الأولوية لمسيرة زوجته المهنية حيث تعمل الأخيرة كطبيبة وستعمل مدة سنة في مستشفى للأطفال بالولايات المتحدة.

وقد لقيت مبادرة الوزير المستقيل استحسان الكثيرين في هذا البلد الذي يولي اهتماما شديدا بمبدأ المساواة بين الجنسين.

وقد صرح أولسن الذي قائلاً «لقد كان أمرا رائعا أن أتقلد منصب وزير المواصلات والاتصالات وقد يمكن أن أستمر في مشواري هذا طول عمري لكنني وصلت إلى مفترق طرق في حياتي حيث أتى الدور على زوجتي أن تسعى لتحقيق حلمها».

وقد حيّت مواقع التواصل الاجتماعي ما فعله الوزير بأنه جدير بالاحترام ومثل رائع..

وبما أن أول الغيث قطرة، فقد أفادت وسائل إعلام نرويجية بأن وزير النفط والطاقة في هذا البلد وهو تري سوفيكنس تخلّى أيضاً  عن منصبه للتفرغ لنشاطات سياسية على المستوى المحلي.

أمّا الإستقالة الثالثة فجاءت من استراليا ولسبب إنساني يدلّ على شهامة ونبل لافتَين، فقد أعلن وزير الطرق والمواصلات في نيو ساوث ويلز أندرو كونستانس السبت الماضي عن استقالته من الحكومة لينصرف الى مساعد مواطنيه في مقعد بيغا على الساحل الجنوبي للولاية ، حيث دُمّر المنطقة  أكثر من 700 منزل بسبب الحرائق ، وسيتفرّغ كونستانس لملاحقة الأمور التي تساعد ضحايا الحرائق وتأمين التعويضات لهم.

أندرو كونستانس ليس مليونيراً ولا حوتاً مالياً ، بل هو نائب بقي يسير على دروب الناس ورصيده ليس أمواله في البنوك السويسرية ، بل رأسماله هو  مواطنو دائرته.

 إذا سألنا المنجّمة ليلى عبد اللطيف ، تجيب:» أنه بعد نحو ألفي سنة ربما يشهد لبنان أو العراق وزيراً يشبه كونستانس « ، ورغم طول الفترة الزمنية فأنا لا أصدقها، لأن اوطاننا احترقت بالكامل ولم يستقل مختار أو رئيس بلدية، فكيف بوزير؟!.