انتقلنا من مرحلة الخطابات المنبرية والعنترية إلى مرحلة قلب الطاولات.
الوزير جبران باسيل كسر ال”قدم” الأولى للطاولة في اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم السبت الماضي في القاهرة حين غرّد منفرداً باتجاه دمشق، وكسر ال”قدم” الثانية للطاولة يوم الأحد في بلدة الحدث في ذكرى 13 تشرين، أمّا ال”قدم” الثالثة فحاول كسرها في جلسة مجلس الوزراء يوم الإثنين لكنها ما “ظبطت” بسبب المعارضة داخل الحكومة و لأنه أثناء الجلسة كان الإشتراكيون يحشدون في بيروت تظاهرة ضد مواقف باسيل ويهدّدون هم أيضاً بقلب الطاولة ومعهم القوات والكتائب وفارس سعيد!.
ولا ننسى أن جمهور المستقبل شارك في التظاهرة لأنه يدرك أن الرئيس الحريري ممتعض من مواقف وزير الخارجية!.
الإشتركيون رفعوا السقف الى ال”مكسيموم” كذلك رفعوا البطاقة الحمراء بوجه عودة السوريين قائلين:” إن الذين دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم الحريري لن يعودوا الى لبنان”؟!.
..وهل يجب أن نقلب الطاولة على أكثر من نصف اللبنانيين بحجة إعادة اللاجئين السوريين إالى بلادهم؟.
فالأردن لديه علاقات مع سوريا فلماذا لا يعيد اللاجئين الى ديارهم علماً أن مخيّم الزعتري ما زال يضيق بهم والحكومة الأردنية تشكو من ضيق ذات اليد في مساعدتهم؟.
وكذلك تركيا لديها علاقات مع النظام السوري، فلماذا لا تعيد المقيمين على أرضها من اللاجئين؟.
وهل تريد دمشق تطويع لبنان مجدّداً بحجة إعادة الناس الى بيوتهم؟.. فهذه “حجّي ما بتقلي عجّي”!.
سياسة قلب الطاولات لم تعد تفيد، واللبنانيون “قلبت معدتهم” من تكرار هذا الكلام ، وهم خارت قواهم وما عادوا قادرين على قلب ورقة، وتركوا قلب الطاولات للمتخمين؟ّ.