بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

القصة ليست مزحة، وهي برسم مجلس النواب اللبناني،  فحزب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي حقق الغالبية المطلقة في البرلمان في الانتخابات الأخيرة، أعلن يوم الثلاثاء أنه  سينظّم دورة تدريبية للنواب الجدد لافتقار معظمهم الى الخبرة السياسية.

وقالت الجهة المنظمة للدورة إن اكثر من 250 نائبا جديدا سيدرسون خلال اسبوع أسس «الاستراتيجية السياسية» والاقتصاد الكلي والقانون والتواصل. وسيجري تدريبهم أيضاً على إعداد ميزانية الدولة ومشاريع القوانين.

وقالت المتحدثة باسم حزب الرئيس تيتيانا تسيبا إن على النواب الذين سيشغلون مقاعدهم مع بداية سبتمبر (أيلول) «التزود منذ البداية بأدوات للعمل»، مضيفة أن «لا وقت متاحاً لتدريب طويل» لأن «المجتمع يطالب بتغييرات».

وقالت منظمة أوربوا المتخصصة غير الحكومية إن اكثر من ثمانين في المائة من اعضاء البرلمان الجديد الـ424 هم نواب للمرة الأولى، ومتوسط أعمارهم هو 41 عاما.

الوضع اللبناني مشابه تماماً للوضع الأوكراني مع اعتراف الكثير من نواب لبنان الجدد أنهم مثل «شاهد ما شفش حاجة» منذ وصولهم إلى ساحة النجمة، وعليه فلا بأس من الإقتداء بالفكرة الأوكرانية خاصة وأن تيتيانا تسيبا المذكورة أعلاه والمشرفة على دورة التأهيل لها نسيبة أوكرانية في المعاملتين في لبنان،وبما أن المعاملتين تضم أكبر نسبة أوكرانيات في لبنان ، فلا بأس من افتتاح فرع فيها لأكاديمية التأهيل الأوكرانية النيابية لتأهيل النواب على الطريقة الأوكرانية في الدخول في الحياة السياسية. علماَ أن الكثير من  المواطنين اللبنانيين متأهّلون من أوكرانيات…

وللتذكير فقط، فقد غرّد الوزير السابق وئام وهاب منذ نحو ثمانية أشهر على موقعه تحت صورة لفتيات الجيش الأوكراني ( الصورة) قائلاً:

«اللهمّ ارزقنا معهم هذا جيش بينحكى فيه»…

وإذا نجحت التجربة الأوكرانية في لبنان ، ربما تطلبها البرلمانات العربية فيما بعد بحجّة الحاجة إلى تأهيل نوابها للعمل البرلماني ولتصبح لأوكرانيا إمتدادات في العالم العربي تغيظ غريمتها موسكو وواشنطن على السواء.

والمشكلة الوحيدة التي ستواجه النواب اللبنانيين أن الدورة قصيرة وغير قابلة للتمديد على حدّ قول تيتيانا.. ومَن يريد التمديد فليمدِّد على حسابه ولكن خارج أوقات الدوام؟!!.         

و من يدري  ، فربما يزورنا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوماً للإطلاع على سير الصفوف التأهيلية.