بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

يعتقد اللبنانيون أنه بعد الإنتهاء من درس بنود الميزانية في لجنة المال والموازنة في مجلس النواب ستمطر عليهم السماء أطنان المنّ والسلوى…
ولكن إذا ازيحت الستارة عمّا يحصل فعلاً في البلد فلن يحصل اللبنانيون إلا على المزيد من الشوك والعوسج والمرارات.
في المشهد الأول ومن بين آلاف المشاهد نقرأ ما يلي:» أكثر من 500 طالب في الجامعة اللبنانية، ممن قبلت طلباتهم لمتابعة تحصيلهم العلمي في خارج لبنان، يتعلّق مصيرهم بنتائج الإضراب المفتوح منذ 50 يوماً. ونحو 400 منهم قُبلوا في جامعات فرنسيّة، ونحو 150 طالباً في بلدان أخرى، يترقّبون الإفراج عن شهاداتهم لإتمام ملفاتهم في الجامعات التي تقدّموا إليها.» ..علماً أن إضراب الاساتذة الجامعيين مستمر..
في المشهد الثاني تحت عنوان
« خرجا من رومية وفتحا دكاناً لبيع المخدرات» نقرأ ما يلي:
تعرّف «نبيه.ر» و «شربل.ج» على بعضهما البعض في سجن رومية حيث كانا موقوفين، ولدى خروجهما أقدم الأوّل على استئجار محلّ واستثمره في بيع السندويشات والسمانة وإتّصل بـ «شربل» واتفقا على ترويج المخدرات من خلاله، فكانا يتلقيان الاتصالات ويقومان بتسليم المخدرات من نوع الكوكايين مستعملين المحل كواجهة لترويج المخدرات.
. وفي سياق التحقيق، تمّ توقيف شخص ثالث هو «وسيم.ي» لحيازته عبوة بلاستيكيّة مجهّزة لتعاطي المخدرات حاوية لآثار فيها، ليتبيّن أنّ مصدر تلك المواد المخدرة هي «نبيه» الذي يتعاطى المخدرات ويتاجر بها مع «شربل».
اعترف الثلاثة بتعاطي الكوكايين وقال «وسيم» أنّه يشتريها من «نبيه» و «شربل»، فيما نفى الأخيران الإتجار بالمخدرات.
قاضي التحقيق في جبل لبنان أحال «نبيه» وشربل» للمحاكمة أمام محكمة الجنايات بجرم الإتجار بالمخدرات وأحال «وسيم» معهما للمحاكمة أمام المحكمة عينها بجرم التعاطي.
نبيه ووسيم وشربل تخرّجوا من جامعة سجن رومية (الصورة)وحافظوا على المحاصصة الطائفية المخدراتية عن طريق المثالثة!.
في المشهد الثالث ما جاء على لسان النائب طلال أرسلان وتوصيف الجيش لأول مرّة بهذا الكلام حين قال:»نتيجة رعونة بعض الضباط الكبار منهم والصغار في الجيش نقول ألف حرام أن تصل المؤسسة التي لطالما راهنا على شفافيتها وصدقيتها الى نتائج لا تحمد عقباها..».
في المشهد الرابع وهو الأسوأ في ظلّ الحديث عن الإنقسام في الجسم القضائي واتجاه بعض القضاء لنأسيس ما يُسمّى بنادي القضاة!..
المشهد الخامس هو الهرج والمرج الذي حصل أمس الأول في قصر العدل في بعبدا والتطاول والتهديد الذي تعرضت له مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون وتهديد المحامية هيام دندنش لسائق عون: «إنت ابن البقاع. أنا بفرجيك فوق» (ص 2) .
ولا مجال هنا لسرد سائر المشاهد والحديث عن الكسارات والنفايات والتويترات البذيئة والملامح العنصرية.. ونحن كنّا كالبلهاء ننتظر الإنتهاء من درس الموازنة؟!.