بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

ال «دفرسوار» هو مصطلح أطلق في حرب أكتوبر سنة 1973 ، حين تمكن الجيش الإسرائيلي من تطويق الجيش المصري الثالث من خلال ما عرف بثغرة الدفرسوار، وكانت بين الجيشين المصريين  الثاني والثالث على الضفة الشرقية لقناة السويس.

مساء الخميس الماضي، عندما سلّمت السلطات السورية العنصرين من جهاز «أمن الدولة» اللبناني ريدان شروف وريان علبي اللذين احتجزتهما يوم الأحد الماضي في منطقة جبل الشيخ، إلى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان لا إلى السلطات اللبنانية، إعتقد المير طلال أنه حقق دفرسواراً في العلاقة مع سوريا وأنه يفعل ذلك إنطلاقاً «من الحرص على العلاقة بين الدولتين اللبنانية والسورية وأخلاقياته» كما ورد في بيان حزبه لتبرير ما فعل، وهو بذلك بدل أن يكحّلها عماها.

فهل يكون الحرص في العلاقة مع سوريا بالتصرّف من وراء ظهر الدولة اللبنانية، لنكسب نقطة وعلى حساب منّ، وخاصة انً المخطوفين هما من جهاز أمن الدولة؟. ولو حصلت هذه الواقعة مع غيره، فماذا كان فعل المير طلال؟ بالطبع لكان استدعى الإعلاميين الى دارة خلدة وبدأ بأسطوانة النق التي بات يعرفها اللبنانيون ظهراً عن قلب.

ثم كيف يتجاوز المير عهداّ أهداه كتلة نيابية على طبق من ورد ويقوم بهذه «التهريبة»؟.

إعتقد المير أن الإلتفاف على الدولة في موضوع خطير كهذا سيجعله بطلاً والعكس هو الصحيح، ونسي أن النائب في البرلمان اللبناني تنطلق بطولته من شرعيته البرلمانية وليس بالإلتفاف عليها، وهو اعتقد أن هذة «التمريرة» ترسّخه زعيماً في الجبل وهو يدرك جيّداً أن زعامة الجبل ليست صكّاً تمنحه دمشق، بل أبناء الجبل هم الذين يصنعون  وينصّبون زعماءهم.

وهذا ال «دفرسوار» الذي حقّقته يا سعادة المير يفهم معانيه أبسط البسطاء وهو زكزكة سوريّة لوليد جنبلاط في سياق محاولات الشام قصقصة أجنحة زعيم المختارة ووفّرتَ سعادتك هذه الوسيلة، لكنك لن تصبح «سبع البورمبو» كما توهم نفسك، وجلبك للمخطوفين بهذه الطريقة لا يؤدي الى قصقصة جناح أحد بقدر ما يحطّم ما تبقّى من ضلوع الدولة.

وما دامت الشام تكرمك فلتتفضّل وتهديك مئات الأسرى والمفقودين لديها، لكنها لن تفعل لأن ذلك خارج حسابات الأحجام والرسائل  الكيدية.

كان بإمكانك يا سعادة المير على الأقل أن ترسل «زلمتك» وزير شؤون اللاجئين وصديق السوريين صالح غريب ليصطحب الشابين فتحفظ للشرعية حقّها وتسجّل لحزبك نقطة.؟!.

.. ونحن يافعون ، كنّا كلّما ذهبنا إلى بيروت ومررنا أمام قصر المير مجيد في خلدة نخفّف السرعة لنتنشق من تلك الدار ملء رئتينا رائحة الوطنية والشهامة والفروسية والعنفوان..

واليوم نقول: «الله يرحم اللي كان».