بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

أين هو اليسار الذي اجتاح أوروبا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي إبتداء بأسبانيا والبرتغال مروراً بفرنسا وايطاليا وصولاً الى حكم العمال في بريطانيا.

أين الإشتراكية الأوروبية التي أرسى لها فيلي برانت وفرانسوا ميتران قواعد ثابتة في القارة العجوز أمام الزحف اليميني المخيف الذي أظهرته انتخابات البرلمان الأوروبي يوم الأحد؟!.

ولأن الأوروبيين متحمّسون لليمين فقد كانت  نسبة المشاركة في انتخابات الأحد هي «الأكبر في عشرين عاما» وتقدر بـ51 في المئة .

ففي بريطانيا تصدر حزب «بريكست»  نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي  وهو يؤيّد الإنفصال عن أوروبا. بينما حل ثانيا حزب الديمقراطيين الأحرار، المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي.

وفي فرنسا تصدر حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف الذي تقوده مارين لوبان نتائج الانتخابات الأوروبية التي جرت الأحد، وذلك بنسبة 24 بالمئة، متقدما على حزب الرئيس إيمانويل ماكرون «الجمهورية إلى الأمام» الذي حصل على نسبة تتراوح ما بين 22و23 بالمئة من الأصوات.

وفي إيطاليا تصدّر حزب الرابطة بزعامة، ماتيو سالفيني، الانتخابات الأوروبية بحصوله على نسبة تتراوح بين 27 و31% من الأصوات ، ما يجعل من اليمين المتطرف القوة الأولى في إيطاليا.

ما هي تبعات هذا الإجتياح اليميني؟

هل هو ردّ على الأصولية الإسلامية، أم هو عودة الى الينابيع الأوروبية وتقوقع القوميات مجدّداً في مقدّمة لانهيار الاتحاد الأوروبي، وقد سمعنا منذ يومين الرئيس الفرنسي يعرب عن خوفه على الوحدة الأوروبية؟ّ.

هل تنظرون الى الضفة الاخرى من المحيط الأطلسي لتروا دونالد ترامب ينظر الى الجهة الشرقية بابتسامة صفراء شامتة وهو يمنّي نفسه بانهيار الوحدة الأوروبية .. وانتصار اليمين المتطرّف هو أول ضربة مطرقة في هذا الجدار؟!.