علق كبير الاستراتيجيين السابق لدونالد ترامب، ستيف بانون ان الزعيم العمالي بيل شورتن انتزع الهزيمة من فكي النصر، لأنه خضع للنخبة في المدينة على حساب الاستراليين العاديين.

ومع محاولة الحزب اليوم تخطي صدمة نتائج الانتخابات، يتحرك الحزب بسرعة نحو مرحلة ما بعد بيل شورتن.

زملاء بيل شورتن الذين كان من المفترض ان يكونوا مجتمعين حوله، لو فاز الحزب في الانتخابات، أصبحوا يتضايقون من كل كلمة يتلفظ بها، ومن كل محاولة تدخل بشؤون الحزب الداخلية.

– ألبانيزي وأولويات الحزب الجديدة.

وأخيراً يصل ألبانيزي، وهو عراب سابق للعمال، الى زعامة الحزب، ليرث كأساً مُرَّة، يأمل بعدها ان يصبح حزب العمال قادراً على مواجهة حكومة موريسون في الانتخابات القادمة.

دون أي شك، ستتوقف نتائج انتخابات 2022 على آداء موريسون وانطوني ألبانيزي خلال السنوات الثلاث القادمة. فهما يضمنان بقاءهما طوال هذه السنوات، بعد ان أجرى حزبي العمال والاحرار تعديلات في القوانين الداخلية.

يسعى ألبانيزي الى غسل يديه من انعكاسات نتائج الانتخابات، ويدعي انه وقف جانباً عندما وضع شورتن وفريق عمله البرنامج السياسي/ الاقتصادي للحزب، والذي على أساسه قاد شورتن حملته الانتخابية المثيرة للجدل.

ويحاول ألبانيزي الا يكون أسير إلتزاماته اليسارية، ويسعى الى اخفاء صورة جديدة له، على انه وسطي، لم يصل الى زعامة الحزب بواسطة نقابات العمال. لكن يوجد تباين جوهري بيته وبين رئيس الوزراء.

خلال مسيرته السياسية، كان موريسون «براغماتي» حتى العظم، بينما كان ألبانيزي عقائدياً، يسعى الآن ان يكون وسطياً ومرناً في مواقفه.

وكان ألبانيزي قد عبّر سابقاً انه من الضروري ان يبني حزب العمال علاقات إيجابية وجيدة مع رجال الاعمال.

ويبدو ان حزب العمال، مع ألبانيزي، سوف يعيد النظر في سياسة الحزب التي تسببت بخسارته، وانه لابد ان يجري مراجعة معمقة للقضايا الاساسية، مثل التبدلات المناخية التي أولاها الحزب اهمية قصوى اكثر من القضايا الاقتصادية وكيفية ادارتها.

كما سيرغم الحزب على مراجعة سياسته من قضايا التعدين وسياسته الضريبية. وهو الآن غير قادر ان يدير ظهره للقضايا التي تهم المواطنين، حباً بالطروحات العقائدية. ستكون مهمة ألبانيزي صعبة ودقيقة وعليه ان يصغى بانفتاح، وان يفكر بموضوعية، ويقيِّم الامور بتجرد.