بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

تحت عنوان «الشعبوية تنقذ الائتلاف المحافظ في أستراليا»

قرأنا خبر نتائج الإنتخابات الفيدرالية الأسترالية في بعض الصحف العربية أمس الاول الإثنين في دول الخليج ومصر وكأنّ سكوت موريسون لم ينجح عن طريق الإقتراع ولا بأكثرية أصوات الأستراليين الذين لم تحترم هذه الصحف رأيهم على الأقل في طريقة تغطيتها خبر الإنتخابات الأسترالية؟!.

وأردفت هذه الصحف : «فوز الائتلاف المحافظ في أستراليا بالانتخابات التشريعية التي جرت يوم السبت، على خلاف التوقعات، يكشف الدور الكبير الذي لعبته أحزاب شعبوية صغيرة، وأخرى من اليمين المتطرف، في ترجيح كفة الفوز لمصلحة المحافظين في مناطق رئيسة شمال شرقي البلاد. وبين هؤلاء بولين هانسون، الذي قلل حزبها من أهمية فضيحة طالته عن تلقيه أموالا من لوبي الأسلحة الأميركي، وكلايف بالمر الملقب بدونالد ترامب أستراليا، والذي أنفق عشرات ملايين الدولارات على حملة شعبوية. وتظهر النتائج على ما يبدو تشرذما للناخبين أدى إلى احتفاظ الائتلاف المحافظ بالسلطة، ما دفع رئيس الوزراء سكوت موريسون إلى القول: «طالما آمنت بالمعجزات.. كم هي طيبة أستراليا!»…

.. هذا جزء من التغطية، تصوّروا أن إعلاماً محترفاً ينقل خبراً عالمياً بهذا الشكل؟ وتصوّروا أن إعلاماً مطلوب منه دعم الديموقراطية في العالم  يحاول التفتيش على عورات لينال من ديموقراطية  الإنتخابات ويعزو نتيجتها الى وجود أحزاب شعبوية ونسي أن الذين وضعوا أصواتهم في الصناديق هم مواطنون أكانوا عمّالاّ أم أحراراً أم خضراّ أم شعبويين؟!..

الآن فهمنا أكثر لماذا تجد الديكتاتوريات أرضاً خصبة في الشرق الأوسط.. فما دام الإعلام على هذا النحو سينام المتحكّمون في قصورهم آمنين.. وكلّما غزا «الأخضر» عناوين الصحف، كلّما هربت منها النزاهة.

والغريب أن الإعلام العربي مغتاظ من فوز  موريسون في حين يساند هذا الإعلام مواقف دونالد ترامب «حتى العظم» وترامب بنظرهم ليس متطرّفاَ ولا عنصرياً ولا شعبوياً.

كم هي واسعة «ذمّة» هذا الإعلام وكم هو مظلوم المواطن العربي.. كانت العلّة بحكّامه وباتت بحكامه وإعلامه ؟!.